من اهم الطقوس في الزواج السوداني، ومن اهم اركانه التي يجتمع لها الاهل لقطع الرحط، هي رقيص العروس ، وحسب التقاليد كان طقسا عاديا مرت به معظم الامهات والحبوبات ، وتزخر ذاكرة الحكاوي بقصص جميلات يتصيدهن المعجبون يوم الرقيص ، في زمان لم يكن فيه تواصل الا عبر الدواب او بالمركب، وكلو يهون في سبيل مشهد ست (الفريق) وهي تتوسط الداره ، وكان رقيص العروس في السابق امرا مفتوحا لاغراض واضحة لخصها ود السافل في رائعته (أمونة). امونة خمجت في الدارة .. خلت ناس فلانة حيارى حيرة ناس فلانة كانت هي الغرض الاساسي.. و كذلك كيد الاعداء والحساد اضافة الى التعريف بمفاتن العروس لدى (نسابتها)، وهذا الطقس كانت تلازمه طقوس اخرى كثيرة مثل (الشبال) الذي تختار به الفتاة المجاملة للعروس الشاب الذي ينبغي ان يدخل الى الدارة ويجلد من اجلها (البطان) بعد ان خصته بذلك الشبال ، الآن كثير من العادات التي كانت لها مضامين ومغزى واضح تبدلت او غابت وعادت بشكل مختلف ومضامين حضرية مختلفة ، هذا الاختلاف طال كل شئ الا اغنيات (السباتة) المخصصة لرقيص العروس ظلت على حالها وتغير مضمون الرقص والغرض منه ، حيث اصبح مؤخرا رياضة متبعة من قبل الفتيات بغرض تخفيف الوزن للرشاقة نسبة للمجهود والحركات الكثيرة التي تقوم بها المؤدية ،وكعادة الاشياء تأتي موضتها ثم تندثر لتعود في ثوب جديد، وهكذا الحال حتى مع رقيص العروس .الفنانة سمية حسن بدأت حياتها الفنية في مجال تعليم رقص العروس وبدا لها ماكانت تقوم به في السابق مختلفا عن مايحدث اليوم ، فرقيص العروس اصبح له كلفة مالية عالية، بدءا من (العلامة) التي نحجب ماتتقاضاه خوفا عليها من العين ومن ناس الضرائب. لكنها قيمة مليونية ليست في متناول الجميع . هذا بجانب تكلفة الفساتين (قماش وخياطة) و التي تحرص العروس على الظهور بأكبر عدد منها ، سمية حسن قالت في حديثها مع (نواعم) ان رقيص العروس من الاشياء المحببة الى نفسها لارتباطها ببداياتها ، لكنها الآن اصبحت مصدر أسى لبعض الاسر، خصوصا بعد دخول التقنيات الحديثة التي تمكن حتى الاجانب من الاطلاع عليها، وبعد ان اصبح يباع ويشترى، حول العروس الى (راقصة)، وترى سمية انه واحدة من الموروثات التراثية المهمة ، لكن اعراض الناس اهم. لذلك يجب ان تعمل الاسر مليون حساب لرقيص العروس وضرورة الانتباه لاي تلفون يمكن ان يصور واقول بملء الفم لاخوتنا وبناتنا (اعراضنا ليست للبيع) ، فقد اصبحت رقصات العروس تباع وتشترى دون ان يدرى اصحابها ويتفرج عليها الاجانب والسودانيون ، وترجع سمية حسن بذاكرتها لبدايتها مع رقيص العروس وتكتشف ان لاشئ من هذا، وقطع (الرحط) المصاحب للرقص كان من الطقوس المحببة، اما الشكل الحالي من وجهة نظرها يجعل البنت مضطهدة وكأنها فترينة عرض للعامة ، وان كان لابد ، ترى سمية على الامهات ثمة دور يجب ان يضطلعن به من باب الوعي ، بداية من اللبس الذي تظهر به العروس ومنع التصوير (لو ربع كاميرا بتجيب هوا) وختمت ان على المرأة احترام سودانيتها والتصرف بما يليق بها ولايعرضها للمهانة .رقيص العروس طقس سوداني لكن بشكله الحالي يحتاج الى اعادة النظر، خصوصا وان جوالات الشباب مليئة بمشاهد رقيص عروس لمشهورات وغيرهن ممن اصبحن مشهورات من خلال تلك التسجيلات .