قدومه وإن لم يكن ترتيباً الأول في الأسرة يعد انتصاراً "عند الغالبية العظمى" للأم والأب معاً فهو الولد حامل الاسم.. فإن كان ترتيباً "البكر" فإنه دوماً عند صغره الأقرب إلى الأب دلالاً والتصاقاً فإن كان ترتيبه بعد البنات فهو الأقرب للأم التي طال انتظارها له فهو "أخو البنات" وسند الظهر.. كل هذه المشاعر قد يصيبها "الغلو" مع التفاوت النسبي وهو شيء طبيعي فنحن البشر تتفاوت عندنا مشاعر الأمومة والأبوة من شخص لآخر... لكن نقاشنا اليوم أثارته جمعية نسوية "بحتة" وهذا النوع من الجمع النسائي دوماً محوره الأساسي في الحديث هو الأسرة الصغيرة "الأبناء – الزوج – أعباء المنزل – المدرسة – الغلاء المعيشي – النسابة ... إلخ" تساءلت إحداهن عن ما تعانيه من توتر العلاقة بين ابنها الأكبر ووالده شداً وجذباً فهي تشكو من قسوة الأب في تعنيفه وتحميله لابنه الأكبر كل المسؤولية عن أي خطأ صغير وكبير يقع منه... فتداخلت الأصوات مؤيدة لهذه الشكوى- ومؤكدة أن تغير تعامل الأب مع الابن الأكبر يبدأ متى ما شد الابن عوده وتعدى العاشرة من عمره مما يجعل الأمهات أحياناً في موضع الحيرة لهذا التعنيف فيحدث نوع من التوتر قد يطال العلاقة بين الوالدين.. فهي ترى فيه تحميل مسؤولية مبكرة للابن حارماً له من أن يمر بتجربة اكتشاف الخطأ بنفسه ليتعلم منه.. وهو يرى ما لا نستطيع رؤيته نحن الأمهات لتأتي التساؤلات... الأنه الأكبر فينتظر الأب دوماً أن يكون أحسن أقرانه أو حتى البشر أجمعين بما فيهم هو نفسه... أم أن الأب يرى في ابنه بعض الأخطاء التي مرت به شخصياً فيحاول أن يجنبه إياها ويقتلع تلك السلبيات من جذورها حتى وإن كانت موروثة وليست مكتسبة بحكم التصاقه به من صغره... أم أنها نوع من الغيرة التي لا يستطيع سوى الأب تفسير أسبابها أم أنها خوف من نديه التعامل متى ما شب الابن... إم أن الأب يسابق السنوات نضوجاً لابنه؟ وكيف للأم أن تتعامل مع الوضع إن كان الأب يرفض الحوار معها متعللاً أنه لا يرى سبباً للنقاش فإنه لشيء طبيعي فهو "يربي" ابنه؟؟ و هل شعور الأمهات وشفقتهن حيال هذا الأمر هو دلالٌ زايد يفسد الطفل؟؟ وما مردوده على الطفل نفسه؟؟ أهي مرحلة طبيعية يتقبلها الابن الأكبر؟؟ وما تأثيرها على الابن الثاني وبقيه الأبناء "الذكور" من بعدهما. والغريب في الأمر أنه وبمجرد أن يتعدى الابن العقد الثاني من عمره تتغير تلك العلاقة بين الطرفين وتقوى أكثر إذا ما تعدى الابن العقد الثالث والرابع من عمر. إن تصرف الأب لمحير في تلك الفترة المبكرة من عمر الطفل.. خاصة إن كنت أنا أيضاً امرأة وأم فهل من معلل أو مفسر؟؟؟!! عواطف عبد الرحمن فرح awafie2 هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته