الاسلام دين حياة شامل لكل مناحيها تنزل لينظم حياة الانسان على ظهر كوكب الارض ... الذى استخلفه الله فيه ليعمره بالعدل والسلام... فهذا الدين الذى يحترم عقل الانسان أعطى مساحة كبيرة لحرية العقل ... احترم التباين فى الفكر ليوصد الباب امام الاستبداد فهو دين ضد الاستبداد والاحتكار والظلم والاستعلاء بانواعه العنصرى والفكرى ... دين يقبل ويحترم جدلية الفكر...قائم على وسطية فى كل شئ ...دين يواكب التجديد ويسهم فى تجديد الحياة بديناميكيته ...فالحركة الاسلامية حركة فكرية تجديدية ...حركة دعوية ارشادية نشاطها فى داخل مفاصل المجتمع... حركة تجديد وبعث ...تخلقت ونبتت فى ظروف قاسية التعقيد ...وعبر مسيرة طويلة من الجهاد والابتلاء ...أوجدت لها مكاناً وتمددت بجهد عقول مستنيرة ....فبجانب تيارات اسلامية اخر ...نبتت وشمخت واستغلظ عودها بفكرها ورؤاها بقيت ... لا بشخوصها فلو كان بقائها بالشخوص لماتت فالأجسام تبلى والافكار تبقى ...فالافكار حتى ولو كانت فاسدة ستبقى لأن الحياة قائمة على موازنة ...تحمل الخير والشر والجمال والقبح والحق والباطل... فالحركة الاسلامية السودانية التى ستعقد مؤتمرها العام فى الشهر الجارى ... هى حركة مجتمع ... حركة فكرية دعوية لا تنفصم عن العمل السياسى ...لأن العمل السياسى هو فعل بشر... فالذين يرون أن تنأى الحركة عن العمل السياسى رائهم غير صائب فنفض الحركة يدها عن السياسة يعنى أنها حركة بابوية ...وهنا تكون الحركة قد أسقطت واحد من أهم مفاهيم الاسلام الا وهو (الحكم) وأمور المسلمين ... والذين يقولون بأن الحركة قد انتهت... فهذا غير صحيح لأن الفكر لا يموت ...صحيح أن الحركة قد أصابها بعض من الجمود لكنها موجودة ...فالحركة ليست المؤتمر الوطنى ...فالمؤتمر الوطنى كيان سياسى والحركة كيان دعوى ارشادى سياسى ...سياسى بالفكر ...مهامها أن تضخ فكرها ليستهدئ به الحزب ...دون تدخل فى الفعل السياسى ...فالحراك الذى شهدته مؤتمرات الحركة ..فبما اعتقد انه مخيف ...فهذا شئ طبيعى أن يختلف ...لكن المخيف أن يكون الخلاف حول الاشخاص ...اختلاف فى المناصب ...ومؤسف ان البعض حول اختلافات الرؤى الى خلافات اشخاص ...خلاف فى من يكون أميناً عاماً للحركة ؟؟ وذهب اخرون أبعد من الحركة ومؤتمرها العام ...من يكون مرشح الخليفة للرئيس البشير ...فعجبت انا شخصياً للتناول الاعلامى لمسألة سابقة لأوانها ...فالترشيح لا علاقة للحركة الاسلامية به ...فالترشيح مسألة سياسية يحسمها المؤتمر العام للحزب ...فكل شئ بأوانه ..أما مسألة أمانة الحركة الاسلامية ...فهذه من اختصاص المؤتمر العام للحركة ...والمؤتمر هو صاحب الكلمة ...له الحق فى أن يعدل دستوره ويأتى بشيخ على عثمان..أو لا يعدل دستوره ويأتى بأى شخص آخر...فالأهم الرؤى الفكرية للحركة القادمة...والمهم ماذا فى جعبتها فى ظل التعقيدات التى حولها ...وحول عالمنا الاسلامى وعلاقتها مع المؤتمر الوطنى كحزب ...أنا شخصياً أرى أن تكون الحركة الاسلامية ... مرجعية للحزب ...بعيدة عن الفعل السياسى المباشر وان يكون أمينها العام وقيادتها ... بعيدين عن العمل التنفيذى فما أضر بالحركة الا امساك قادتها بلجامى ... السلطة والحركة ...واعتقد أن الحركة بحاجة الى تفرغ تام... محصلته هذا الوجود الواسع لها ... فدعونا الآن من الصراع الخفى الذى وللأسف وراءه مكاسب دنيوية وهوى نفس ضعيفة ... فرسالة الحركة أكبر من هذه الصراعات السخيفة ... فالذئب يأكل من الغنم القاصية ...والله المستعان..