في الوقت الذي تجرى فيه وزارة التخطيط العمراني بولاية الجزيرة مشاريع تجميل لمدينة ودمدني من حدائق ومنتزهات وإنارة للشوارع ورصف الطرق ̈بالانترلوك في شارع النيل وداخل مستشفى ودمدني التعليمي وطرق جديدة شارع الشهيد إبراهيم شمس الدين ومارنجان المصانع وطرق ترابية في مايو طرف وغيرها وعمل دوؤب في المصارف لمواجهة الخريف تصر محلية ودمدني الكبرى أن تواصل نومها العميق وغيابها التاموتصر أن تبقى داخل كهوفها المظلمة سلحفاة مقيدة الرجلين عمياء لا ترى ولا تتحركتصر هذه المحلية المتكلسة أن تظل في أقبية دهاليزها المعتمة التي نسج العنكبوت خيوطه الواهنة على أجهزتها البالية المبترئة هناك على شارع النيل الذي يلف المدينة ترقد مدينة ودمدني كعجوز الكوفة لا ترى القبح الذي يلطخ وجه المدينة الحسناء التي جار عليها الزمان فأصبحت قبيحة المنظر كريهة الخلقة جيوش جرارة من العاملين الخاملين يتزاحمون ̈على المكاتبوشبابيك صرف الرواتب آخر كل شهر بلا انجاز وبلا عمل إيرادات تصب في خزينتها كمطر الخريف المهدد لها جبايات متعددة الأسماء تؤخذ غصباً من المواطنين فراشين تجار جملة وقطاعي وأصحاب مهن مختلفة وغياب تام لإدارات الأسواق وفوق هذا وذاك تردي مريع ومخيف للبيئة في المدينة الفاقدة الصلاحية فريقالوطن المكون من احمد الشريف وسليمان سلمان ويسن الباقر تجولوا داخل مدينة الأوساخ ليقفوا على مسرحية ̈النفايات والقاذورات التي يتواصل عرضها اليومي على خشبة مسرحها وقفوا على التدهور المريع داخل ملجة الخضروات بالسوق الكبير وداخل مستشفى ودمدني التعليمي والسوق المركزي وموقف المواصلات الداخلية ومجمع الصناعات بمارنجان حيث حفرة مخلفات الصناعات تشرنوبل ودمدني والسجن القديم الذي يتوسط السوق حيث تأخذ محلات الحلاقين والغسالين والدلالين وأندية المشاهدة موقعاً داخل السجن الذي يعتبر وكراً للمجرمين ليلاًوزنك الخضار وشارع الأطباء ومكبات النفايات بصورة عشوائية في كل موقع في المدينة أما سوق أم سويقيو ورائحة الأسماك ووعود بترحيله تتبخر كروائح السمك الكريمة التي تنبعث منهتزكم نفوس سكان الحيلا أحد من المسئولين من أعلى القمة إلى أسفلها يترجل من عليائه ليرى هذه الفوضى التي ترسم لوحة شائهة للقبحفي كل بقعة من المدينة المبتلاة بمسئولين لا يرون إلا وجوههم على مرآة ذواتهم وحتى تكشف الوطن عن هذا القبح تعالوا لنقلب هذه الصور المقلوبة؛ ولنقف على اليافطة التي عند بوابة المدينة ̈ابتسم أنت في ودمدنيعزيزي القارئ ابتئس أنت في مدينة ودمدني