لم تدرّ تلك المرأة الستينية إنها ستكون ضحية مصيدة نصبتها مخلفات الأطعمة والأوساخ الممتزجة مع ماء الطين لتلتصق بجسدها النحيل بعد أن التوى كاحلها وارتطمت بالأرض لتكون إحدى الحفر ملجأها.. وسرعان ما تستدرك أنها داخل سوق حاضرة الشرق ولاية كسلا لتقول بأعلى صوتها بعد أن التف جمع من الرجال لانتشالها: (عمر السوق ده ما بتطور)، حينها وجدت فرصتي لأثير جدلاً كان مثاراً في دواخلهم عن ما آل إليه هذا السوق؛ فالأوساخ متراصة فوق بعضها كالجبال والفواكه والخضروات على الأرض تحاصرها البرك والمستنقعات والباعوض والذباب يرسم انماطاً وأشكالاً من الصور المتحركة في السماء توحي برداءة المكان حال أكبر ولاية سياحية معروفة بالجمال والخضرة والوجه الحسن. (الأهرام اليوم) التقطت عدداً من الصور داخل السوق لتترجم ما سطرته الأحرف وعجزت الكلمات عن وصفه. غياب الرقابة علي أحمد عثمان تاجر بسوق كسلا أكد ل"الأهرام اليوم" أن هنالك محلات مخصصة للبيع مصدقة من قبل الجهات الرسمية وندفع مقابلها مبالغ في شكل إيجارات وتصاديق، أما تكاثر الذباب والباعوض الموجود في السوق فسببه تراكم الأوساخ نتيجة للبيع العشوائي الذي يحدث خارج وداخل السوق من قبل باعة افترشوا الأرض واتخذوها أماكن لبيعهم المباشر. ويمضي مواصلاً: بجانب الأضرار الصحية التي لا تخفي على أحد نسبة لرداءة المداخل وعدم نظافتها وتشويه منظر المنطقة حول السوق بأكملها باعتبار أن الولاية ملجأ للسائحين والمستثمرين، لذا نجد أن مكمن المشكلة الأساسية هو المواطن فهو لا يتفهم أبعاد أضرار تلوث الخضروات والفاكهة. وعن الجهات المسؤولة أكد أن لا وجود للرقابة ويواصل: نحن كأصحاب محلات نؤكد أن لا دور للمحلية أو وزارة الصحة وهنالك متحصل من المحلية يجلس خارج السوق طوال الوقت دون أن يحرك ساكناً. رسالة إلى والي كسلا ومن جانبه قال التاجر عبد العظيم محمد ل"الأهرام اليوم" بعد أن رفض الباعة في الشارع الحديث عن أوضاعهم: لقد يئسنا من الوضع الذي ظل على حاله منذ أمد بعيد ولم يتغير فيه شيء. ويواصل: قمنا بتكوين لجنة للوقوف على الأمر وإصحاح البيئة والإشراف عليها بأنفسنا ولكن باءت المحاولة بالفشل بسبب عدم اتفاق المواطنين بالسوق. وأكد في حديثه أن الوضع بالنسبة لهم غير مرض وقال على سبيل المثال: أنا لا أشتري من هذه الفواكه أو الخضروات وأذهب بها إلى أبنائي حفاظاً على صحتهم، إذ أن الأمراض التي تصيب المواطنين بالولاية سببها التلوث البيئي. ويضيف: نحن نرسل صوتنا إلى الوالي عبر "الأهرام اليوم" مطالبين بضرورة الاهتمام بالسوق باعتباره واجهة الولاية وحفاظاً على صحة أفرادها. المحلية تحمل المواطن المسؤولية!! وفي ذات السياق أكد مصدر بمحلية كسلا أن المحلية قائمة بواجبها على أكمل وجه وأن والمشكلة تتمثل في المواطنين نفسه إذ يرفضون ترك أماكنهم التي اتخذوها مكاناً ثابتاً يبتاعون فيه الفواكه والخضروات، إضافة إلى أن أصحاب المحلات الأساسية (الملجة) لا يعترضون على الأمر ولم تصلنا شكوى في المحلية تفيد بذلك.