رفع عينيه نحوي وسألني عن أخباري بعد أن تبادلنا التحية، وأخبرته بأنني قد استقريت بالسودان نهائياً، وأن الظروف الأسرية والعائلية قد طرأ عليها بعض التغيير، وأظنه قد فهم من ملامح وجهي أنني لا أريد أن أخوض في هذا الموضوع كثيراً. وبعد أن تسامرنا قليلاً وتحدثنا عن مشاكل الدنيا، أخرج مازن كرتاً من جيبه وقدمه لي، وقال لي: أرجوا أن نكون على اتصال.. وأن لا ننقطع عن بعضنا البعض. والذي فعلاً أدهشني فيه أنه كان يتحدث معي وكأنه يعرفني منذ زمن طويل، فوعدته بأنني سوف أتصل به في أقرب فرصة، وحينها باغتني بطلب بعد أن تقدم خطوة ذاهباً، وحين التفت لي مرة ثانية، ووقّت سؤاله بإخراج موبايله من جيبه: ممكن رقم موبايلك.. حتى أسجل الرقم عندي؛ لأنني لا أرد على كل الأرقام المتصلة، فأعطيته رقمي، فشكرني وذهب كل واحد لرياضته. ونواصل