مازن لا يبالي بنظرة المجتمع و فلسفته الخاصة في أمور الحياة.. وأن أهله ظلوا يلاحقونه لفترة طويلة بالارتباط والزواج ليطمئن عليه والده الموظف السابق ووالدته التي أفنت عمرها في التعليم للمرحلة الأساسية.. ودائماً ما يقولون له نتمنى أن نرى أحفادنا قبل أن (...)
ظهرت بوادر حزن على وجهي وأصابتني رعشة خفيفة بيدي، مما جعل مازن يضع يده على كف يدي تعبيراً منه بأنه يحس بي ومتأثراً جداً للذي حدث لي جراء تجربتي الأولى.. وقال لي: لم تكوني تستحقين كل هذا العذاب. وأن أمثالك يجب أن تكون مرتاحة البال، وفي حالة استقرار (...)
مازن مستمع جيد جداً ومنصت للدرجة البعيدة وهذه من الأشياء التي جعلتني أنجذب إليه بصورة خرافية وأنظر إليه بعين الإعجاب.بعد أن خلصت حديثي كاملاً عن تجربتي السابقة ومدى الصدمات التي مررت بها باغتني كعادته بسؤال:
هل تفكرين بالإرتباط مرة أُخرى؟.. وهل (...)
قلتُ لمازن إنني مُطلقة من زوجي الأول منذُ فترةٍ ليست بالقصيرة وإن أسباب الطلاق كانت كثيرة جداً وإنني ضغطتُ على نفسي كثيراً حتى لا تصل بنا العلاقة لدرجة الطلاق ليس حُباً فيه ولكن حفاظاً على مستقبل بنتي شهد لأنني أردتها أن تعيش في جو أُسري معافى بوجود (...)
أقدمنا على الطاولة التي في آخر الحديقة؛ لأنها أكثر هدوءاً، وتبعد ليس بكثيراً عن الضجيج، وأعين الناس، أجلسني مازن أولاً بإرجاع الكرسي إلى الخلف؛ حتى يتسنى لي الجلوس، ثم جلس هو بعدي، قبالتي تماماً، كان مازن مهندماً، وعليه عطر جذاب وخفيف، من النوع الذي (...)
وأنا بين الغفوة والصحيان وردت رسالة إلي هاتفي جعلتني إنتفض من سريري بصورةٍ مُسرعة لأخذ الموبايل الموجود علي الطرف الأَخر من السرير، نسبةً لأنه كان بالشاحن.. فتحت الرسالة لاقرأ فحواها وكانت كالآتي:«مساء الخير هند.. وكيف أمسيتي.. وكيف شَهد».
دلّت (...)
رفع عينيه نحوي وسألني عن أخباري بعد أن تبادلنا التحية، وأخبرته بأنني قد استقريت بالسودان نهائياً، وأن الظروف الأسرية والعائلية قد طرأ عليها بعض التغيير، وأظنه قد فهم من ملامح وجهي أنني لا أريد أن أخوض في هذا الموضوع كثيراً.
وبعد أن تسامرنا قليلاً (...)
كان النسيم عليلاً جداً بشارع النيل، وهلت غيمة عصرية ساحرة جعلت الجو شاعرياً وجذاباً لرياضة المشي. وكان اليوم يوم جمعة، بعد أن تركت حبيبتي ونور عيني «شهد» مع والدتي - التي دائماً ما تحب الجلوس معها - المهم قررت في هذا اليوم أن أذهب إلى شارع النيل (...)
الآن عدت إلى حياتي و(سيرتي الأولى).. فبعد أن أطمئن على بنتي (شهد) التي وبحمد الله تنام نومة واحدة بعد العشاء الى الصباح ،أتوجه إلى شارع النيل لاستمتع بالهواء النقي، وأمارس رياضة المشي التي أحبها وإنحرمت منها طوال الفترة التي قضيتها في أمريكا التي (...)
ها أنا أبحر في بحور من الحريّة بعد سنوات عصيبة ذقت فيها أمّر أشكال العذاّب والشكوك التي قادتني إلى حقائق يجب أن أتوقف عندها كثيراً.
هبّت نسائم الحرية فيني وجاشت مشاعري بحيوية وتطلّع علي الحياة بشكل خرافي.. ولا أخفيكم سراً إن قلت لكم بأن مظهري العام (...)
وبعد عشرة أيام من خروجي «الطوعي» أرسل لي ورقة الطلاق مع شقيق صديقته الخائنة التي أصبحت زوجته ومطلقته ثم أخيراً لا أدري نوعية علاقتهم.. المهم إستلمت ورقتي وأصبحت «حرة نفسي» وإنطوت هذه الصفحة الكئيبة من حياتي.. ولكنني غير أسفة على تجربتي السابقة (...)
بعدها أيقنت أن الموضوع لا يحتاج لتفكير منه، ولكنه يريد إخراج الموضوع بشكل لائق، ظاناً أنني سوف «أفضحه» وأحكي «بعمايله» لأهله وأهلي، ولكنني أكبر من ذلك، ففي النهاية هو أبو«شهد»، وأريد أن تعيش في هدوء طوال حياتها، وتعرف أن خلافاتي مع والدها كانت عدم (...)
بعدها حاول إقناعي وأصبح يردد: يا هند ربنا بيغفر وبيسامح.. سامحيني أنا غلطان.. نحن الآن أصبحنا أسرة.. عشان خاطر عيون«شهد»، عشان نربيها، وأصبح يردد: معقولة بس هندويا تضيع مني بالسهولة دي.. أنا ما حا أستسلم حا أجاهد لكي أقنعك.. بالحوار والمنطق.. لن (...)
جلست بانفعال شديد.. قلت له شقة شنو؟.. انت قايلني خلاص نسيت العذاب والصدمة والمعاملة والاحتقار الذي عشته معك في الغربة، إلى أن أحسست بطعم (الحنظل) كلما أتذكر تلك الأيام، انت الآن في السودان بين أهلك وأهلي، وأنا ما عايزة مشاكل ومجالس واجتماعات.. وزي (...)
أول خطوة كانت في تلك الليلة كانت دخولي الي غرفة أخي أنا وبنتي الأمورة(شهد) والتي بلغ عمرها اكثر من ثلاثة شهور. تركت له غرفة نومي وتحدثت مع أخي أن ينام معه فقال لي: يا هند أنت مجنونة، نومي مع زوجك.. رفضت وقلت له عيشتي مع هذا الرجل انقطعت.. وبالفعل (...)
وبحمد الله وشكره وصلت إلى أهلي الذين احتضنوني، وكانوا مشفقين.. خصوصاً أنني «حبلى»، ولكنهم اطمانوا بعد المشاهدة، وذكروا أنني رغم الذي سمعوه، إلا أنني ما زلت محافظة على جمالي ورشاقتي ولوني، الذي أصبح ذهبياً، حتى اضطررت أن أقول لهم «قولوا ما شاء (...)
بمجرد وصولي على متن الخطوط الإماراتية، وعند هبوط الطائرة بمطار الخرطوم تفاجأت بحفاوة الاستقبال الحار من الأهل وبعض الأصدقاء، وذلك ابتداءً من سلم الطائرة، عندما استقلبني شاب لطيف وسألني بأدب جمّ، هل أنت مدام هند عامر؟ فأجبته بنعم. وقد كان رده: أنا (...)
الآن قراري الأخير هو«ورقة الطلاق» وبأي طريقة. بدأت أضايقه وألح عليه بأنني أريد الذهاب إلى السودان - إلى أهلي لأضع مولودي هناك جوارهم خصوصاً وأن لديه إجازة أكثر من شهرين.. اقترحت عليه أن نذهب سوياً.. ونحاول حل مشاكلنا بين أهلنا، وبعد حديث مستفيض وافق (...)
لا أريد أن أقول لها «الخائنة» مرة أخرى؛ لأنها أصبحت ضعيفة ومشلولة وعزيرة.. ولقد خرجت من المستسشفى كما سمعت، وتم تعيين مشرفة عليها مع تعهد من زوجي وزوجها السابق لمتابعة حالتها؛ لأنها أصبحت تحتاج إلى رعاية خاصة، وعلاج طبيعي، ونوعية معينة من (...)
بالفعل ذهب إليها وزارها وأتى كله حسرةً وألماً، وبالرغم من أنني أتجرع (الغصة) منها ومنه، إلا أنني وجدت نفسي في موقف يجب أن أكون فيه إنسانية، خصوصاً أنني طلبت منه أن يذهب إليها ويزورها.
سألته بصوت خافت (لقيتها كيف؟)، سكت مسافة، وتحدث معي بصوت متقطع، (...)
اتصلت بأهلي وأخبرتهم بأنني«حامل» في الشهر الثالث، وباركوا لي وطلبوا مني أن أحافظ على زوجي وبيتي، دون الدخول معي في تفاصيل حياتي؛ فهم كانوا يعلمون بالمشكلة التي حدثت.. وكشأن أي امرأة أخرى بدأت أتلقى أخبار الخائنة، وأسال عنها.. فلقد علمت أنها انتقلت (...)
الإحساس الغريب - عاودني الحنين إلى زوجي ولا أدري من أين جاء هذا الإحساس.. اتصلت بصديقتي «غادة» الأخصائية في الأمراض النفسية وسألتها عن هذا الإحساس الذي أتاني على الرغم من الخلافات التي بيني وبين زوجي..فسّرته بصورة علمية وقالت لي إنه نوع من (...)
وبعد أيام وفي ليلة دافئة راجعت نفسي وطريقتي في حكاية عدم الاهتمام بنفسي، والتي كانت تضايقني، ولكنها على كل نوع من السياسة أبعدته عني، ولقد نجحت إلى حد ما.. عدت إلى صوابي وارتديت ملابس النوم كأي امرأة عادية.. ووصل هو.. أحسست أنه يسرق النظرات مع (...)
بعد دخوله، وليس كعادته، لم يسلم، أو حتى ينظر في اتجاهي، عدل على الحمام.. وغير ملابسه ببيجامة نوم، وإلى السرير دون التحدث معي، رغم محاولاتي بسؤاله ما إذا كان يريد أن يأكل، فكانت إجابته لي فقط بالإشارة دون أن أسمع صوته.
اتصلت بصديقتي التي ذهبت معي (...)