بالأمس تلقيت وعبر الموبايل رسالة حلوة من ناس شركة زين للاتصالات تخطرني فيها بتخفيض رسوم الاشتراك الشهري في الإنترنت في الجهاز المحمول من 40ج إلى 16ج فقط، وللتأكد والتخوف من أن تكون الرسالة مضروبة، والمواسير كثيرة هذه الأيام اتصلت هاتفياً بالشركة، فأكدت لي المتحدثة الخبر وتطبيقه فوراً. نسبة التخفيض فعلاً كبيرة ومفرحة، ولها طعم وتأثير، وتستحق الوقوف عندها بكل الثناء والشكر والتقدير؛ لأننا لم نتعود على التخفيضات في السلع ولا الخدمات وبهذه الصورة كمان، فخدمة النت أصبحت الآن من الضرورات والاحتياجات الأساسية، خاصة لطلاب الجامعات، وخاصة الفقراء ومتوسطي الحال الذين لا تمكنهم ظروفهم وظروف أسرهم من شراء اللاب توب والكونكت، فالتخفيض يتيح لهم الاستفادة من خدمات النت بهذا الرسم ويساعدهم في دراستهم وبحوثهم، كما يساعد المواطن في تخفيض فاتورة الاتصالات التي دخلت الحياة كواحدة من الاحتياجات اليومية. هي مبادرة كبيرة وعظيمة من زين تدخل الفرحة في القلوب، أن تسهم الشركة وهي أجنبية في مساعدة المواطن، فقد تعودنا نحن من مؤسساتنا المختلفة أنه كلما زادت الأرباح وتوسع الإنتاج وأثمر وأنتج نكافأ بزيادة الأسعار، فقد فرحنا شديداً بالبترول واكتشافاته وحقوله التي تبشر دائماً بدخولها الخدمة، ومع ذلك تأتي الموازنة بزيادة البنزين والجازولين والغاز، وزادت مصانع السكر وإنتاجها بدخول مصنع سكر النيل الأبيض، ليعمل مع كنانة وعسلاية وسنار وحلفا والجنيد، ويرتفع معه سعر الجوال والكيلو بأشكاله المختلفة. واستخرجنا الكهرباء من سد من مروي والرصيرص ولم يستفد المواطن بتخفيض فاتورة استهلاكه بل زادت . نُبشَر بإنتاج الذهب والمعادن ومصفى الذهب الكبير وتأتي الموازنة بالرسوم الجديدة، كل شيء عندنا موجود ومتاح، الأرض والنيل والثروات والإنتاج الحيواني والناس، لكن البركة منزوعة منها، ولا تُفرِح أحد. نقول لناس زين شكراً لكم وربنا يزيدكم.