بالأمس كانت احتفالات أسرة إذاعة وتلفزيون كسلا باليوبيل الفضي لانطلاقة إذاعة كسلا حيث أشرقت الشمس من عندهم من هناك في تلك الرقعة الطيبة من بلادي، فقد بلغت إذاعتهم 25 عاماً كاملة وقفت أسرة الإذاعة لتحتفل بإنجازهم الذي بدأ صغيراً وأصبح كبيراً، فقد كنت بينهم عند ميلادها مديراً عاماً للثقافة والإعلام للإقليم الشرقي الذي ضم مديريات كسلا والبحر الأحمر والقضارف كانت الدنيا بخيرها، وكان الحماس والاستعداد كبيراً لدى العاملين معي بإدارة الإعلام فطلبت من الأخ الكريم الأستاذ صالح محمد صالح المدير العام للإذاعة القومية وقتها السماح لنا بتشغيل محطة تقوية الإرسال اليابانية الموجودة بكسلا لساعات محددة في إذاعة محلية تخدم جماهير كسلا فكانت استجابته الفورية وتلقف المهندس المسؤل عن المحطة المهندس عبدالله عبيد التوجيه وشرعنا معا في التنفيذ بالقوة البشرية الموجودة بمكتبنا والأمكانات المتاحة فتلمست الحماس والإصرار والاستعداد من اولئك الشباب رغم جهلنا جميعاً بالعمل الإذاعي فكانت تلك الكوكبة المرحوم كرار أري وطه الشيخ الحسن، وخضر محمد أحمد، ومصطفى ادريس وابراهيم النور، الحبر، ومنى آدم ومدينة عبدالرحمن ونجاة دنبلاب وخرج صوت كسلا لأول مرة قوياً ودخل البيوت والقلوب وتجاوب معه أهل كسلا فكانت الإذاعة واحة للشعراء والأدباء والفنانين دخلها وقدم فيها الشاعر المرحوم محمد عثمان كجراي والناظر أحمد الأمين ترك وبابكر النور وحسان أبو عاقلة والعقيد أحمد طه والعمدة بابكر أحمد جعفر والرياضي الكبير عبدالجليل محمد عبدالجليل دخلوها جميعاً وقدموا أعمالاً مفيدة أسهمت في إجراء تحولات في المفاهيم وخلفت آثاراً كبيرة ملموسة في كل الساحات السياسية والرياضية والاجتماعية والفنية ودبّت الحياة في مكتب الثقافة والإعلام كخلية النحل ليلاً ونهاراً بجهد أولئك الشباب الذي قدم عصارة فكره وجهده بلا حوافز وبلا إمكانات وأصبحت اليوم إذاعة كاملة الدسم فا لتحية لإذاعة كسلا في يوم عرسها هذا والتحية لإسرة إذاعة كسلا وللعاملين بالثقافة والإعلام وشكراً لهم جميعاً لوفائهم وتقديرهم.