كل من هُم في مثل جيلنا الآيل للرحيل.. يحبون الحديث عن أيام زمان حباً جماً.. ولعلي الوحيد الذي يستطيع أن يكتب عن هذا الزمان الماضي ولا أقول الجميل بلا توقف!! فالزمان الماضي كان زمان البساطة في كل شىء.. والحرمان من كل شىء .. وإن كان فيه ما يحملنا على وصفه بالجمال.. فهو لأنه مضى ولن يعود ولأنه سنوات من التجارب عشناها لحظة بلحظة.. أو عاصرناها من «مبتداها إلى منتهاها» ونستقبل ما تبقى من سنوات العمر.. ولا ندري ماذا سيحدث غداً من «الهوائل».. وقد رأينا غير مصدقين كيف إنهار الإتحاد السوفيتي العظيم «وباش كقطعة البسكويت في فنجان بروستريكا .. قورباتشوف» ورأينا بالصوت والصورة.. كيف إستطاع اعرابي اسمه اسامة بن لادن.. كان يتجول في شوارع الخرطوم.. أن يهزم أمريكا أمنياً واقتصادياً.. وعسكرياً ومعمارياً.. وأية حاجة ويمرغ أنفها الإقتصادي والسياسي والأمني والدفاعي.. بل ويردمها ردماً تحت أنقاض البرجين في أدق وأسهل عملية.. تقوم كلها على النظرية السودانية من «دقنة وفتل.. له»!! غايتو.. هما حدثان.. وسيظل العالم يلوك.. إسم قورباتشوف.. واسامة بن لادن.. ممرغ أنف.. امريكا في الوحل إلى أن تقوم الساعة.. وقد بانت اشراطها بعد أن باع الحفاة رعاة الشاة.. الخروف بمليون جنيه.. وهرعوا إلى المدن يشترون أراضيها ويتطاولون في البنيان!! أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم وأعتذر.. لمن تعلقوا بقراءة الحلقات العشرين التي كتبتها تحت عنوان «أيام زمان» لأني سأعمل فاصل نواصل!! كما أعتذر لقرائي الذين لا يهتمون بقراءة ايام زمان وعاوزين الحاضرة والحاضر والمستقبل برضو!! والجميع على حق.. وكل جديد بقديمه.. وكل ليل بصباحه وقد شعرت فعلاً .. بأني قد اندمجت تماماً في كتابة ايام زمان.. وتوالت من حولي «أحداث الآن» عاصفة ولم أقل فيها شيئاً!! وعليه فإني أعد عشاق الماضي .. بأن تكون المواصلة بعد الفاصل قريباً جداً.. فإن الكثير من القراء قال عني سلباً او ايجاباً.. ويحتاج قوله إلى تعقيب.. كذلك فإن الكثير من كتاب المستقبل نثراً وشعراً قد توسموا في الخير .. ووضعوا بين يدىّ .. أشعارهم وكتاباتهم للتعليق عليها.. أو نقدها على الأقل.. وأنا سعيد بذلك غاية السعادة.. وسأحرص على إستعراض بعضها .. لإطلاع الغراء.. ومن بين هؤلاء الكتاب «ود شرطتي».. اللواء «م» جمال حلمي.. وقد أهداني كتابين من تأليفه صدرا خلال العامين الماضيين أحدهما.. بإسم «كاونارو» والآخر بإسم «فرصة أُخرى» وقد توجست في بادىء الأمر من هذه المسؤولية وخشيت جداً.. أن تكون الروايتان «حاجة كده يعني».. تحملني على منافقة زميل الكاكي.. القديم الذي لم يخطرني يوماً بأنه كاتب روائي.. خصيب الخيال بهذه الصورة..!! اما الشاعر القادم الشاب الرائع عثمان محمد صالح «العربي» وهو ابن مدينتي أرقو.. وقد يكون في ست أبنائي.. فقد وضع بين يدي بعض قصائده وتركها لتقويمي ونصحي فقرأتها بكل حرص وعناية.. لأن هذا الشاب المثقف.. هو شقيق صديقي ودفعتي.. ميرغني محمد صالح وشقيق الأستاذ الصحفي العالمي محمدعلي محمد صالح الشهير «بعلي صالح» وخاله الشاعر الكبير محمد محمد صالح بركية.. وقد أذهلني هذا الشاب.. وسأتحدث عنه بإسهاب بإذن الله..!!