كابتن الهلال وكابتن الفريق الوطني لسنين عدة هيثم مصطفى الملقب كرويا بالبرنس(prince) وبسيدا في إشارة لتفرده كروياً لسيطرته على الكرة داخل الملعب، ولمكانته في قلوب جماهير الهلال خاصة، ومحبي الكرة السودانية عامة، إذ أنه كثيراً ما حقق بطولات أفريقية وعربية ضمن الفريق القومي أو لاعباً وكابتناً لفريق الهلال.. كابتن هيثم انضم إلى فريق الهلال عام 1995م، من الأمير البحراوي في سن الثامنة عشر، وبنهاية عام 2012م، ذلك العام الذي شهد شطبه من كشوفات نادي الهلال يكون قد لعب لفريق الهلال أكثر من سبعة عشر عاماً وهي مدة زمنية لم يبلغ مداها الكثير من اللعيبة، وليس هذا فقط، وإنما ظل هيثم كابتناً للفريق ومتميزاً في أدائه حتى لحظة شطبه من النادي العريق.. وإن كانت من تعرجات في أدائه خلال الفترة الأخيرة، فليست بسبب فقدانه للياقة البدنية التي تمنع الكثيرين المواصلة في اللعب، ولكنها قطعاً بسبب الضغوط النفسية التي تعرض لها من رئيس النادي الأمين البرير مستنداً في معظم الأحيان ولو شكلياً على ما أسماه التقرير الفني لمدرب الفريق الفرنسي غارزيتو، والذي هو الآخر قد شن حرباً شعواءً على الكابتن هيثم.. لقد شطب نادي الهلال بالأمس الكابتن هيثم وزميله علاء الدين يوسف، ورفض التجديد لسادومبا، الذي هو الآخر قد أمتع جماهير الهلال بأهداف كان لها سحرها وعذوبتها، وهذا موضوع آخر، قرار شطب كابتن هيثم بهذه الطريقة، والذي يعتبر غريباً على فريق الهلال، ولم يشابهه في التاريخ القريب إلا ذلك القرار الذي اتخذه مجلس إدارة الهلال بقيادة الراحل الطيب عبد الله في منتصف السعبينات، عندما شطب كابتن الهلال حينيئذ عز الدين الدحيش، وفي الثمانينات بشطب الكابتن مصطفى النقر، وبالرغم من ردود الأفعال التي أحدثتها تلك القرارات، إلا أنها لم تكن بالمرارة التي جاء بها قرار الكابتن هيثم؛ لأن قرار شطب البرنس قد سبقه الكثير من المهاترات والتهديدات وحرق الشخصية وتصفية الحسابات، كل ذلك يحدث والوسط الرياضي يتحرك هناك وهناك، دون أن يحدث الاختراق المطلوب لمعالجة القضية في حيزها الزماني والمكاني الذي يحفظ للنادي ولمجلس الإدارة حقه، ويحفظ أيضا للاعب أفنى أكثر من نصف عمره لاعباً في فريق الهلال. صحيح أنه لا كبير على القانون وصحيح أيضاً أن المؤسسية يجب أن تعلو على ما سواها، ولكن الصحيح أيضاً هو إعطاء اللعيبة مكانتهم بوصفهم جزءاً أساسياً لم يكن هو الأساس لنجاح مجلس إدارة النادي أو فشله، فاللاعب الذي يحقق مع زملائه عدة انتصارات لابد أن يجد ما يستحقه من تقدير واحترام. ولاعب مثل الكابتن هيثم مصطفى حفظته جماهير الهلال والكرة السودانية، وظل علماً كروياً عربياً وأفريقياً لابد أن يجد التكريم الذي يليق به.. إن تعذر رتق الفتق الذي أصاب العلاقة بين الكابتن والمدرب، ومن ثم رئيس مجلس الإدارة، فالواجب كان يحتم أن ينتظر مجلس إدارة الهلال الوساطة التي يقودها نفر كريم من بينهم محمد الشيخ مدني وكمال شداد ليس لإعادة اللاعب إلى ناديه طالما أن الأقلام قد رفعت، والصحف قد جفت في مسيرته مع الهلال، ولكن لإيجاد صيغة أفضل يتم عبرها تكريم اللاعب بإقامة احتفال كبير يشهده جمهور الهلال وشكره على ما قدمه للكرة السودانية، وبعد ذلك ستكون مسألة تخليه عن الهلال أمر واقعي.. ولكن إدارة النادي ورئيسه البرير قد وضعوا الشروط التعجيزية للاعب، وتعجلوا في اتخاذ قرار الشطب في عملية أشبه بتصفية الحسابات منها إلى عملية التنحي الطبيعي للاعب أعطى كل ما عنده للفريق. حديث البرير عن أنه يستند في كل خطواته على التقرير الفني الذي جاءه من غارزيتو هو حديث تنقصه الدقة والموضوعية؛ إذ أن غارزيتو نفسه هو من يشن الحرب على الكابتن، وهو الذي افتعل الكثير من المشاكل لكي يبعد الكابتن من تشكيلة الفريق في عدد من المباريات، والسؤال الذي يطرح نفسه هو مدرب الهلال منزه عن الأخطاء؟ وهل فعلاً حقق للهلال ما لم يستطعه الأوائل من مدربين؟ في تقديري أنها نهاية غير موفقة وبإخراج أكثر ذاتية، ولكنه دوماً النظر إلى الجزء الفارغ من الكوب، حتى في المسائل التي تحتاج إلى النظرة الكلية، خاصة إن كانت مرتبطة بالجماهير.