اختلاط الجد بالهزل متلازم في حياتنا 0 لكن هزل وجد السياسة لعب يفترض تغييب عقول الآخرين 0 فعندما يقول الدبلوماسي الأمريكي إن الولاياتالمتحدةالأمريكية ترغب في تحسين علاقاتها مع السودان 00 أوعندما يقول السودان إن مقاطعة الولاياتالمتحدة الاقتصادية تسببت في انهيار السكك الحديدية بالسودان وإسقاط الطائرات 0فالطرفان يلعبان على ذكاء وإدراك الشعب السوداني 0 لأن الحقيقة أن الولاياتالمتحدةالأمريكية لاتعادي ولا تقاطع السودان 0 بل وتعتبره من حلفائها الخلصاء فلو شاءت أن تعاديه أو تقاطعه وتفتح عليه نيران الغضب لأعانت غيره على إيذائه والخلاص من نظامه كما فعلت في شهور في غضبة الربيع العربي 0 ولكنها تقول بالصوت العالي إنها لن تسمح بإسقاط النظام السوداني ولكنها يمكن أن تساعد في تقويمه !! والمنطق يقول أمام أمريكا حلاّن 0 إما أنها تريد الإبقاء على النظام وبذلك هي لا تسمح بأية محاولة لإسقاطه 0 وهو ما نعتقد أنه صحيحاً.. وإما أنها لاتريد بقاء النظام ولها في ذلك ألف أسلوب للتخلص منه لاتكلفها كبير جهد 0 بيد أنه يمكن أن تكون هناك مساحة رمادية 0 إذ يمكن أن لاتحب النظام ولاتريد لاعتبارات خاصة أن تسقطه 0 وكل هذا من بديهيات اللعب السياسي 0 الذي بقدرما تمارسه يدرك الشعب أوبعضه المعاني والمرامي منه 000 والتطويل فيه وترديده بمناسبة وبدونها يدعو للضجر 0 ذلك لأن كل المبعوثين الأمريكيين للسودان منذ دان فورث وإلى اسميث وما قبله وما بعده يرددون نفس المعاني يقدمون جزرة ويؤخرون عصا ويملأوون الآفاق بالتصريحات المبشرة مرة والمنذرة مرات 000 ولا نرى طحيناً !! هكذا تمضي مسيرة السياسة بين السودان وأمريكا وكل الدول 0 وإن كان للسياسة منطقها وأخلاقها فإن للشعوب أيضاً منطقها.. ومن الألطف أن لاتدعي أمريكا وأحباؤها من الدول انتاج دراما رومانسية على الشعوب لتصل إلى غاياتها 0 كما من الأليق ألا «تكيش» الدول والحكومات شعوبها بسيف التخويف الدائم من أمريكا لتنام في عسل التراخي في ظل حماية أمريكية من أية شاكلة 00 ذلك لأن أمريكا ذات نفسها شعب يمكن أن يلجأ لاعتصامات وول استريت 0 ويوشك أن يطيح بالرئيس لولا نصره الله بالفيضانات والكوارث الطبيعية.