ليت قومي يفهمون دينهم الذي وراءه يخبؤن حقدهم وحسدهم وضغائنهم ضد الإنسانية. محمود عبد العزيز واحد من عامة الناس لم يتلفح بعمامة الدين ولم يتاجر به أمام السلاطين إن شاء غنّى وإن شاء أنشد ومدح وعاش حياته يقطف شغاف الأفئدة بشخصية تؤمن بالخير. وتجتذب قلوب من يعرفونه معرفة لصيقة ومن إمتدت إليهم أياديه البيضاء عن بعد . كان محمود رجلاً بان صلاحه في تشييعه وعلماء السلطان يحفظون الف حديث وحديث نبوي عن صلاح من تشيعه الألاف بل والملايين . رحل محمود و(رب أشعث أغبر ذي طمرين لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبره ). رحل محمود عبد العزيز معززاً من أهل الأرض وإنا لنرجوا له إستقبالاً وقبولاً من أهل السماء... لكن ما لفقهاء السلطان وأئمة الصلوات بالرواتب مالهم يملأ قلوبهم الغل عندما يرون واحداً من دهماء السلطة يحظى بمحبة الملايين ويبكيه الصغار والكبار وسائر المسلمين . فيم يحسدون ميتاً على محبة الأحياء. نحن كلنا على هذا الدرب حتى الذين أعماهم الله وهم في تمثيلهم وتقليدهم يعمهون إن رأيتهم تحسبهم من تمثيلهم وتقليدهم ممن أحبهم الله . لكن الله لا يحب من كان يكره عباده . ومن أحبه أنزل محبته في قلوب خلقه .. ولا نتجرأ على الله بهذا القول فتدبروا يا أولي الألباب لعل الله يهدى الذين يتقربون للسلاطين بحضور أفراحهم وأتراحهم.محمود ينزل لنا أية رحمة وتأمل في حياتنا . ليس الصلاح والفلاح لمن يتدثرون بعباءة الدين وقد رأينا بعضهم ظلالاً للكبار في كل المناسبات . ربهم المسؤول وولي نعمتهم من يغدق عليهم العيش المرفه .لن نلومهم إلا إذا تطاولوا بالحديث على أموات المسلمين . ونسوا وتناسوا القول « ورب اشعث اغبر....» وتناسوا أن الدين لله وحده يعرف أهله ويكافئهم بما كافأ محمود عبد العزيز.. الملايين التي خرجت لبت نداء ربها أما أصحاب المنابر المؤجرة من الحكومة فكان عليهم أن يكونوا أكثر تقوى وورع يحملهم على مراعاة الموت بجلاله ومهابته وأن يدركوا جيداً كون أن خصتهم الحكومة بإمامة المسجد يضيف إلى أعباء الإمامة التقوى والورع وإحتساب كل شيء للواحد القدير وأن الشماتة في الموت در جة من الكفر إنك ميت وإنهم ميتون لكن مؤشر الدنو من الله من يصطفون بالألاف والملايين فتفكروا ياؤلي الألباب .