ولك في الموت حياة شعب السودان الوفي الكريم www.sudandailypress.net الذي لاشك ولاجدال فيه هو وجود علاقة طردية بين محبة الله ومحبة الناس والعالمين لشخص ما من الناس ولم تمضي ساعات قليلة علي تشييع الفنان محمود عبد العزيز حتي تواترت الاخبار والانباء تحكي عن قصص وحكايات اغرب من الخيال عن جنازة الراحل المقيم وحكي البعض عن منظر وجود اكثر من اشعث اغبر ومن الذين يعدهم الناس في عداد المتخلفين ومن الذين يفترض انهم لايعون مايجري حولهم من احداث من الذين يعيش بعضهم جوار الراحل المقيم وكيف كانوا يبكونه بحرقة علي غير ماجرت العادة وكانهم يعرفون حقيقة ماحدث للراحل المقيم الذي كادت ان تبكية الاحجار والكائنات الصماء هذا غير مشهد الطوفان البشري الهادر من ابناء الشعب السوداني بكل الوان طيفهم وخلفياتهم من الذين فشلت السياسة في جمعهم علي موقف واحد ولكن اجتمعت قلوبهم عند محمود عبد العزيز وهي تتجاوز طوابير العسكر والحواجز الامنية مندفعة علي مدرجات مطار الخرطوم في مشهد عفوي ودرامي في قمته يظهر الحب والوفاء كما خلقة الله بعيدا عن المجاملات ومحسنات اللغة اندفعوا مثلما تندفع الامم والشعوب لاستقبال الزعماء التاريخيين والابطال القوميين عندما يعودون احياء الي اوطانهم علي ارجلهم يمشون وليسوا جثامين خرجت منها الارواح وفارقتها الحياة ولكن اهل السودان خرجوا علي النص واكرموه ورفعوه مكانا عليا يستحقه وتكرر المشهد وهي تشيعه الي مثواه الاخير في مشهد يؤكد ان القبول عند الناس والقرب من الله ليس مظاهر فارغة من لحي وعمائم وقلوب افرغ من فواد ام موسي, وفي المشهد ايضا عبرة لاهل السياسة والمتنافسين علي السلطة والسلطان الذين يجمعون الناس بعد جهد جهيد وخطط التعبئة المدفوعة الاجر في اغلب الاحيان من اجل استعراض القوة ودعم اجنتدهم ومنظماتهم واحزابهم ولكن هذه الجموع الهادرة شيعت الراحل المقيم وبكته بطريقة هزت مشاعر العالمين تحركهم مشاعرهم والحب العفوي والفطري السليم لانه كان منهم وفيهم ومعبرا عنهم ولسان حالهم لايتكلف الود ولايتنطع ولايتعالي علي العالمين ويبدو ان حياته الخاصة كانت محفوفة ببعض العناء والمتاعب ولكن الله اكرمه بحسن الخاتمة الاكيد الذي ليس فيه لبس او غموض ويكفي انه وحد اهل السودان واظهرهم علي حقيقتهم شعب موحد في مشاعره ويكيفنا هذا من الراحل المقيم كاخر عمل ولحن يعزفه قبل الرحيل, لم نعرفه عن قرب ولم نراه من قبل ولكننا رايناه وتعرفنا عليه اليوم من خلال مشهد الوفاء العظيم من شعب السودان الوفي الكريم الذي كان له في موت محمود عبد العزيز حياة وبعث جديد لقيمه الكريمة واخر القول انا لله وانا اليه راجعون.