جرت إتصالات بين وزارتي التعليم العالي في السودان ومصر لعودة جامعة القاهرة فرع الخرطوم والتي كانت مبانيها في سابق الزمان هي مباني جامعة النيلين الحالية ومن الذي فهمته أن كلية للدراسات العليا هي البداية بإستلام المبنى الإداري للكلية بالخرطوم مع قيام أربعة كليات واحدة للعلوم الأساسية بولاية شمال كردفان ومعهد دراسات حوض وادي النيل بولاية نهر النيل وكلية الفندقة والسياحة والأثار بولاية البحر الأحمر وكلية العلوم الصحية بولاية الجزيرة. وشتان ما بين جامعة القاهرة الفرع زمان والعودة فعندما انشأت تلك الجامعة في قلب الخرطوم والدراسات مسائية فيها كانت هناك جامعة الخرطوم وحدها في الساحة وطاقتها الإستيعابية محدودة فجاءت جامعة القاهرة (الفرع) أو كما كان يطلق عليها البعض (الفريع) أو فريع البان ويسميها الظرفاء (جامعة ست فلة) ملبية لطموحات الكثيرين خاصة ممن دخلوا الحياة العملية والتعليم الجامعي يشكل لهم هاجساً والفكرة لم تكن جديدة وكانت تعرف (بالطلاب الناضجين) . وجامعة القاهرة الفرع اطلقت لها العنان من بوابة لكل مجتهد نصيب ولكل عصامي فرصة مجانية ولكل راغب في التعليم الجامعي (خانة) ما أمتلك المؤهل المطلوب وقد تخرجت أفواج وأجيال من تلك الجامعة العريقة التي لا ينكر إلاّ جاحد أنها كانت صاحبة فضل على الكثيرين من السودانيين التي لولاها لتكسر طموحهم في التعليم الجامعي على أعتاب المحدودية الإستيعابية. وكان أول مدير لها د. طلبة عويضة منحازاً للسودانيين وحقهم في التعليم كما كان مسجلها انذاك علي البطراوي مدركاً لطموحات أهل السودان في التعليم الجامعي الذي هاجر من أجله إلى مصر أيام الإستعمار العشرات ودخلوا جامعات القاهرة والزقازيق وعين شمس والإسكندرية ودار العلوم والأزهر الشريف. وعودة جامعة القاهرة الفرع بصورتها القديمة غير ممكنة في ظل الجامعات الحكومية التي فاقت الثلاثين والجامعات الخاصة التي أعتقد أنها لاتقل عددية أن لم تفوق الحكومية.. وإختصار عودتها على كلية للدراسات العليا وأربع كليات في الولايات في تخصصات مختارة، وربط الإثنين الغد المستقبل متبلوراً في علاقة (تعليمية) بين البلدين لم ينفعهم عراها أصلاً عبر القرون.!