٭ الجزيرة.. تستغيث شجرة الإحباط في الجزيرة.. أغصانها تنحني على التراب فقبل أن تموت حسرة وكمداً.. تصيح.. وتستغيث وللأسف .. لا أحد يسمعها.. لا أحد ينقذها .. فالكل في غيبوبة.. فالمكتولة لا تسمع الصائح!!. ٭ طريق القرشي أكثر من عشرين عاماً.. وطريق المناقل .. القرشي مدون على دفاتر الموازنات.. وحكومات ولائية تجيء .. وحكومات ولائية «تفوت».. والطريق لا وجود له على خارطة الواقع.. حلم يتبخر مع كل وعود سياسية.. والحال يا هو نفس الحال.. طريق حيوي يعد شرياناً للمشروع الذي ينهض بالجزيرة وبالسودان .. يُقتل بفعل الصراعات السياسية والموازنات التي عصفت بالجزيرة.. فالسياسة تركت الفرض وأقامت النافلة.. لا جهلاً بالفرض بل مكايدة.. لم تراعي المصلحة العامة.. فكل شىء جائز في زمن الرداءة.. والعقول المتحجرة. ٭ المشروع أربعة * أربعة فعلاً مشروع الجزيرة.. هو شملة كينزر.. ثُلاثية و«قدها» رُباعي.. فالوزير.. الذي هو رئيس مجلس إدارته الذي لا علم له بالزراعة .. رأى أن إنقاذ المشروع في تقسيمه إلى أربعة أقسام.. اسم الله على الإصلاح.. وعلى زيادة الإنتاج.. وأبشروا يا مزارعي الجزيرة.. مشروعكم بتقسيمه الى أربعة أقسام ستحل كل مشكلاته .. ولا تسألوا عن تعديل القانون ولا تخافوا من العطش.. ومن التمويل وإصلاح الإدارة فارموا قدام.. ودقي يا مزيكة..!. ٭ زيطة شرق الجزيرة ما جرى في رفاعة حاضرة شرق الجزيرة جزء من واقع حال الحزب الحاكم.. فما وقع من صراع وصل الى حالة تشابك بالأيدي إنعكاس لما يدور في داخل أروقة الحزب الذي فقد بوصلة الطريق فالحزب الحاكم في الجزيرة.. ليس على ما يرام .. ما دامت قيادته تتصارع .. وخلافاتهم تتجاوز الأُطر التنظيمية التي ترسم طريقه.. فما دام «سوط» الإقصاء يلهب ظهره.. فالحزب ليس على مايرام وما دامت هناك قيادات مركولة في الرصيف السياسي.. وعناصر بيدها «الكرباج» تمارس كل أنواع العنف.. فالحزب ليس على ما يرام.. ومادام «الصوت» واحد.. والقرار لا بيد الجماعة والشورى الغائبة.. فلا «غرابة» أن يصطرع أهل الحزب في رفاعة أو أي مدينة من مدن الولاية .. وخربانة أُم بناياً قش!! ٭ ود مدني مدرسة الصناعات أطفال أجسادهم ضامرة.. وعيونهم مليئة بالخوف من المستقبل المظلم.. أبناء خفراء وعمال بسطاء دفعهم آبائهم الفقراء.. إلى مدرسة الصناعات.. بحاضرة الولاية عسى أن يبدلوا حالهم السىء.. الى وضع أفضل.. لكن بيئة المدرسة التي لا تشبه بيئة أي مدرسة وقفت حاجزاً بينهم وبين أحلامهم.. فالمدرسة «المختلطة» أي والله «مختلطة» بنياتها الأساسية منهارة.. فصول منتهية الصلاحية بعضها كان من «الزنك» حلت محله فصول من الطوب.. ولكن لم يكتمل البناء.. فلا أب زيد غزل .. و لا شاف الغزل.. ليت الوالي خطف رجله ليرى حال أطفال هذه المدرسة.. ليرى أطفال مدرسة «الصناعات» الذين أكل «الشقاء» أجسادهم المنهكة..!!. ٭ الجزيرة.. الفقر الناشط الجزيرة لم تعد هي الجزيرة الخضراء.. فكل شىء فيها «يابس» وراكد.. وساكن .. إلا الفقر الذي وحده ناشط ومتحرك.. فالجزيرة أصبحت أرض الفقراء المستضعفين.. أرض الإحباط والدمار النفسي.. فالمؤسف أن الفقر فيها أصبح هو القاعدة والثراء.. أو قل العيش الكريم هو الإستثناء.