ولماذا العجلة؟؟ من قال أن هنالك خبر عاجلا» وآخر يمكن تأخيره؟؟ كل الأخبار صارت قابلة للتأجيل لأن دماؤنا إختلطت بالثلج والملح. كانت تلك الجملة مثيرة للتساؤل والقلق والخوف وبعد سماعها تكثر التكهنات والمخاوف والثرثرة فى تبعات هذا الخبر العاجل ونتائجه . ولكن وبعد أن صارت الأخبار المشوؤمة تنزل علينا كالصواعق وكغثاء السيول ،أصبح الأمر روتينياً ومعتاداً» . وحتى لوكانت محتويات الخبر متعلقة بإزهاق مزيداً من أرواح الأبرياء ،وإغتصاب الأطفال ،ودمار من الأعاصير والسيول وإختطاف للسفن والطائرات ،وزواج سيدة من ثلاثة رجال ،وقتل زوجة وتقطيعها إرباً لأنها صفقت صديقه الوقح، ومشاهد غريبة من الذل والتملق وزيف الإنتصارات ،وفوز كهل بجائزة شبابية ،،وتمجيد جاسوسة ،،، لافرق هذه الأخبار يمكن أن تتأجل ،العجلة فى هذه الأخبار نوع من التهويل والقلق غير المبرر ،لأن دماؤنا إختلطت بالثلج ،وأوهنتها رطوبة الوقت وتكرار الهزائم والفواجع والفشل. كل شئ يحتاج إلى تفسير منطقي يكشف الأشياء ويعري حقيقتها المختلفة بما فيها نحن ،فربما نحتاج إلى مجموعة تحليلات نفسية تفسر حالة الذهول والصمت اللذين يعبران فوق جراحنا اليومية ،فلا يتركان سوى مزيد من التواطؤ مع الإعتياد المقيت الذي لا يعبأ حتى بالأخبار العاجلة ،الممهورة بجملة تعيسة نتداولها سلوكاً وصمتاً وحديثاً (لايوجد حل) . فالخبر العاجل مثله مثل الأخبار التى تمر علينا أسفل الشاشة ،وهذه الفضائية الخبيثة التى تزعم إنها ملكة الأخبار العاجلة عليها أن تبحث عن حيلة جديدة للانتباه لها ،لأن كل شئ صار سيان ،حتى لو كان الأمر متعلقاً بحياتنا ،لأننا سمعنا أخبارا لو علمنا بها قبل سنوات لأصابنا الشلل،والآن لم نرفع سوى حاجب الدهشة وصمتنا بهدوء. خبر مفرح ؛فوز الأستاذ فيصل محمد صالح بجائزة للشجاعة ،مبروك . خبر متوقع ؛مزيداً من الأمطار والذباب والأمراض فى الطريق إلينا. خبر آجل ؛إعلان تل أبيب عاصمة مشتركة للولايات المنشقة السودانية . خبر عاجل لك يا خامل الفكر ،عمامتك الضخمة وجلبابك الفخيم وأموالك المشبوهة تجذب لك الحشرات المحبة للماء الآسن الضحل كعقلك.