في الاسبوع القادم وتحديداً يوم الجمعة وفقاً للاعلانات المنشورة سيقوم المطرب الاثيوبي ((تيدي آفرو)) بإقامة ليلة غنائية ضخمة.. والمتوقع انها ستكون مشهودة ومحضورة ((والأعمي شايل المكسر)) والمتوقع أن يتدافع المواطنون (( نسوان ورجال )) لمشاهدة تيدي آفرو وفرقته، طبعاً النسوان يأتين من أجل تيدي آفرو وهو شاب يتبع نفس النمط بتاع بوب مارلي ... والرجال سيأتون من أجل فرقته المكونة من فتيات تم اختيارهن بطريقة ((جننت العالم )) حتى أن القائمين على كاس العالم قد اعتمدوا الفنان تيدي وفرقته من ضمن الفعاليات التي ستقوم بتقديم فقرات الإفتتاح في شهر يونيو القادم. ولعل الكثيرون يدركون أن (( الاستايل )) الخاص بالمطرب تيدي ((والبنات المعاهو )) مأخوذ من مدرسة بوب مارلي وهي مجموعة من الشباب الذين أرسلوا شعورهم على طريقة الراستا في سبعينيات القرن الماضي وتوزعوا في بعض أقطار أمريكا اللاتينية والولاياتالمتحدة وبالطبع اثيوبيا ثم انتشروا في دول العالم المختلفة واحتفت بهم القنوات الفضائية.. وبرزوا كظاهرة شبابية. ومن أهم ما يميز طريقتهم في الغناء هي انهم يخلطون الطرب بالتفاني الروحي والعبادة وبعضهم يقوم بأداء الطقوس الخاصة بعبادة الامبراطور هيلاسلاسي على اعتبار انه سليل الالهة .... وفرقة المطرب تيدي التي ستكون معنا الجمعة القادمة كرست غناءها ورقصها للدعوة إلى التماهي في حب اثيوبيا.. والدفاع عنها على نفس النسق والطريقة بتاعة ناس بوب مارلي.. وأبدعوا في إظهار انهم مبسوطين من اثيوبيا، واثيوبيا مبسوطة منهم.. بينما نحنا الشريف مبسوط مننا.. وقد أخبرنا بعض العالمين ببواطن الأمر أن سعر تذكرة الدخول قد حدد له مبلغ أربعمائة وخمسين جنيه (( يعني أربعمائة وخمسين الف جنيه بالقديم)) ... يعني تقريباً نصف مليون .. وهذه التذكرة لشخص واحد فقط وليست للطربيزة .... وقال العالمون بان النادي الذي ستقام فيه (( العملية )) يمكن أن يستوعب أكثر من خمسة عشر الف زائر دفعة واحدة. وطبعاً يا جماعة إذا افترضنا أن هناك عشرة الاف (( بس )) سيدخلون هذه العملية من الجنسين.. من النسوان (( العايزين يشوفوا تيدي او من الرجال العايزين يشوفوا البنات المعاهو)) وهذا يعني أن جماعتنا سيدفعون حوالي خمسة مليار جنيه بالقديم لهذه الحفلة الوحيدة.. وإذا أقام تيدي وبناتو بيننا أربعة أيام بس فسندفع عشرين مليار جنيه بالقديم.. ومع كل ذلك نكورك ونبرطع ونقول إن مواطنينا يعيشون تحت خط الفقر.. فكيف نكون تحت خط الفقر وكيف ندعي أن السوق حار والسلع غالية ونحن سندفع في الليلة ديك عشرين مليار جنيه ((الجنيه يحك الجنيه))؟؟... على كل حال لو كنت المسؤول عن إعادة ترتيب قضايا الاقتصاد في البلاد كنت سوف ((أحنس)) تيدي وفرقته لكي يقيموا معنا شهرين ثم ((أحوم )) بهم في الولايات الفقيرة وأحوم بهم في المشاريع التي تحتاج إلى الدعم وأعمل حفلات يعود ريعها لاصلاح هذه المشاريع.. مثلا سأخذ تيدي والبنات المعاهو ونعمل حفلة في مدني وحفلة في الحصاحيصا وحفلة في المناقل ونعطي عائدها لمشروع الجزيرة حتى ينصلح أمره.. وحفلة في القضارف وحفلة في الفاو ونعطي عائدها لناس مشروع الرهد لكي يزيدوا من استزراع القطن المحور.. وحفلة في عطبرة وحفلة في الدامر ونعطي عائدها لمشروع توطين القمح في ولاية نهر النيل.. وحفلتين في الخرطوم ونعطي عائدها لناس النفايات لينظفوا الخرطوم من هذا الوسخ المتراكم.. ولكن أحد الزملاء اقترح أن (( نحرش)) مولانا (( حسب الرسول )) ومولانا (( كمال رزق )) ومولانا(( عصام البشير )) لكي يفعلوا ما فعله حسب الرسول سابقاً في موضوع المطربة (( شيرين)) وهو ما لا نرجو أن يحدث فقط المطلوب أن يتابع ناس الضرائب أخذ حصتهم من هذه العشرين مليار .. ولا أدري إن كان هناك ما يمنع ديوان الزكاة بأخذ زكاة من الجماعة ديل أو مستضيفيهم بمعدل العشر أو نصف العشر .. أم أن زكاة الطرب غير جائزة مثل زكاة التبغ؟؟