*نتابع منذ الأمس خبر وصول والي ولاية نهر النيل سعادة الفريق الهادي عبدالله الي منطقة المناصير حول البحيرة(الخيار المحلي لغالبية الأهالي)، ولكن مثلها مثل اية زيارة لمسؤول للمنطقة، فإن شركات الاتصال ترفع الشبكة عن المنطقة فيتعذَّر من بعد الاتصال بالمناصير *حقيقة لا اعرف سبباً وجيهاً لهذا الإجراء والذي يصوِّر المنطقة وكأنها منطقة عمليات، والصحيح أنها منطقة عمل لأناس شبههم الراحل جعفر محمد نميري ب(صينيي السودان). وعلى الرغم من أن المناصير قد أغلقوا غير ما مرة منطقتهم في وجه أي زائرين حكومين، إلا أنهم ما تعرضوا لأي من وصل منهم بسوء، بل حتى عندما تفلت البعض من أبنائهم وحاصروا مجموعة عسكرية بين جبال الكربكان، كانت قد أرسلتها الولاية الى منطقتهم، فإن قيادتهم الرشيدة هبت من الخرطوم على وجه السرعة على جناح طائرة هليوكبتر لم تدفع السلطات ثمن أجرة رحلتها وقاموا بفك الحصار وزجروا أبنائهم حتى أعادوهم الى الصراط المستقيم. فلماذا يريد البعض تصوير المناصير على أنهم خارج القانون بوضعهم خارج الشبكة؟! *إن المناصير أول مجتمع اهلي في السودان يطالب بحقوقه المشروعة من خلال اعتصام سلمي، شهد له كل العالم. وعلى الرغم من امتلاء الميدان المقابل لأمانة الحكومة في الدامر بالآلاف من رجالهم وشبابهم ولمدة أربعة أشهر كاملة، إلا أن أي منهم لم يخرج عن ذلك الميدان إلا لسبب مقنع من بعد إذن قيادة الاعتصام في الوقت الذي كانت سلطات ولاية نهر النيل قد وضعت فيه أيامها بضع أفراد، فقط من قوات الشرطة في مواجهة كل اولئك المعتصمين والذين إن كانوا أرادوا إسقاط الولاية واستلام أمانة الحكومة لما كلفهم ذلك غير عبور شريط الأسفلت الفاصل بين الميدان ومباني الحكومة، وتسور سورها وفتحها من بعد على كل الإتجاهات *كثيرة هي المناسبات والمواقف والشخصيات التي كانت ولا زالت تدعو المناصير للخروج على سلطان الدولة تمرداً او تدويلاً بما في ذلك أقوال وتصرفات بعض مسؤولي هذه الدولة، ولكنهم لا ولن يخربون مدينتهم (بفش غبينتهم). *تحديداً ليس للمناصير مشكلة مع والي الولاية الفريق الهادي عبدالله وهم يعلمون عن استحقاقاتهم المشروعة لدى حكومة المركز وإن كان يتعين على الوالي المطالبة بحقوق مواطنيه ولكن ألف سبب يجعل الأعذار مع سعادة الفريق الهادي عبد الله ومنها ما منعته حتى لمخاطبة المناصير كفاحاً وهم يعتصمون أمام مكتبه بالدامر والفريق معذور لأنه رأى بعيني السياسي وسمع بأذني رجل الاستخبارات مصير كل الولاة الذين سبقوه من بعد أن واجهوا إمبراطور سد مروي الذي غاب وغابت الشمس عن إمبراطوريته! *ما نريد أن نخلص إليه في هذه القضية والتي لن نكون فيها محايدين يوماً أن المناصير اهل سلم وإن كانت (سلميتهم اقوى من الرصاص ) كما انهم (عكاليت) في حقوقهم وليس امام الدولة الا أن تنصفهم طال الزمن ام قصر وهم في سبيل ذلك لن يتمردوا ولن يخرجوا بقضيهم التي لم يخرجوها من ميدان الاعتصام الى ميدان الأممالمتحدة، وإن ابقوا خارج شبكة الكهرباء والماء والطرق والاتصال!.