٭ لا شك أن المؤتمرات الأساسية القاعدية التي إنتظمت حزب المؤتمر الوطني خلال الشهرين الماضيين ستلقي مخرجاتها بظلال على بنية المؤتمر الوطني العليا والذي يتأهب لعقد مؤتمرها العام في شهر اكتوبر المقبل ، والذي ستسبقه المؤتمرات الوظيفية، وهذه الأخيرة تعني التمثيل الفئوي للقطاعات المكونة للمؤتمر. ٭ ولئن دعت المؤتمرات الأساسية القاعدية إلى إعادة ترتيب البيت الداخلي للمؤتمر الوطني وفق الموجهات الخاصة بالإصلاح، فإن المؤتمرات الوظيفية المزمع عقدها خلال شهر سبتمبر ستوضح ملامح وأُطر ذلك الإصلاح والذي باتت المناداة به ليست قاصرة على المؤتمر الوطني بل على كل المؤسسات السودانية. ٭ وتمثل المؤتمرات الوظيفية لقطاعات المؤتمر الوطني سانحة لنقل المناداة بالإصلاح من مرحلة القول إلى مرحلة الفعل والعمل، وفي ذات الوقت قطعاً ستقدم نموذجاً للأحزاب الأُخرى لتحذو حذوها في مسيرة الإصلاح ، وهذا بالطبع لا يأتي من باب «الأبوية» ولكن من باب نقل التجارب. ٭ بالطبع فإن خلاصات المؤتمرات الوظيفية ستُفضي إلى توصيات مرتجاة بحسب طبيعة كل مؤتمر، فالمؤتمر السياسي سيناقش وثيقة الإصلاح المؤسسي والدستوري من كل جوانبها وعلى المستويين الأفقي والرأسي، وكذلك المؤتمر الإقتصادي سيناقش وثيقة الإصلاح الإقتصادي ومراجعة البرنامج الثلاثي المُطبق الآن والذي أحدث الكثير من الآثار على بنية الإقتصاد السوداني بالشكل الذي سبب عنتاً ومشقة وكان على طريقة «العلاج بالكي». ٭ المؤتمر الإقتصادي سيناقش البرنامج الخماسي للإصلاح الإقتصادي والذي ستتبناه الحكومة لخمس سنوات قادمة، وبتقديري انه يتعين على المؤتمرين التفطن إلى أن أي برنامج إصلاح إقتصادي لن يؤتي أكله إلا بالعودة للإنتاج الحقيقي، وليس الإنتاج الهامشي الذي يحول كل المجتمع لمجرد مستهلك بدلاً من أن يحمل أفراده معاول الإنتاج. ٭ المؤتمر الإقتصادي نأمل أن تكون توصياته مفتاحاً للإصلاح الذي ينشده المواطن فراهن الحالة الإقتصادية يحتاج لمعالجة ناجعة، وبنية الإقتصاد تحتاج إلى إعادة نظر، فمن الواضح أن برامج الخصخصة لم تتم وفق ماهو مخطط لها عدا قطاع الإتصالات والذي تمت خصخصته وحدثت فيه نقلة كبيرة أسهمت في تحريك جمود الإقتصاد السوداني. ٭ عموماً أن محاولات الإصلاح التي تبناها المؤتمر الوطني ستجد طريقها إلى مؤتمراته الوظيفية ومؤتمراته الولائية، وبذلك تكون هذه قد وجدت هذه المحاولات الطريق سالكاً نحو المؤتمر العام للمؤتمر الوطني، والذي يترقبه المراقبون بأكثر من عين وبأكثر من أذن وبأكثر من عقل وقلب.