الناظر في سجل صحيفة الاتحاد العام للصحفيين السودانية الذي تنتهي دورته الحالية بعد أقل من ثمانية وأربعين ساعة من اليوم يلحظ بجلاء ووضوح شديد أنها كانت حافلة بمنجزات سيشهد بها أعضاء الجمعية العمومية للاتحاد والذين نالوا وبعدالة حظاً وافراً ومقدراً من حزمة الخدمات المتعددة التي توزعت بين تقديم السكن الشعبي والاقتصادي وحتى الاستثماري والتأمين الصحي وتمليك السيارات ووسائل الإنتاج عبر صحيفة التمويل الأصغر والقائمة تطول. ٭ ومن اللازم بل والواجب أن يتجاسر الصحافيون وبكل جرأ ة على شكر مجلس النقابة المنتهية دورته فقد أدى ما عليه من مهام ومطلوب من الذين يخلفونهم أن يبدأوا من حيث انتهوا لأن القاعدة الذهبية تقول «من أراد المستقبل فليتأمل ويقرأ الماضي بكل روية ومن أراد أن يكون حاضره زاهياً عليه أن يتطلع للمستقبل بكل تفاؤل. ٭ الاتحادالعام للصحفيين السودانيين هو واحد من الاتحادات المهنية المهمة ليس لأهل المهنة فحسب بل لكل قطاعات المجتمع لأنه اتحاد تصنع قياداته وقواعده الرأي العام وتصوب اتجاهاته نحو ماهو راسخ من قيم وهو أيضاً اتحاد تسمع كلمته عضويته ليس فيما يكتبون من آراء ويحررون من محررات أخبارية وتقريرية فقط بل حين يذهبوا لمجتمعاتهم الصغيرة أو الكبيرة فالمجتمع ينزلهم منزلة أهل المعرفة والعلم والدراية.. ٭ الاتحادالعام للصحفيين السودانيين ينظر الرأي العالمي والإقليمي والمحلي لمجريات انتخاباته بأكثر من عين، لأنها انتخابات تدخلها «ساس يسوس» من الألف إلى الياء حيث يتبارى فيها المتبارون إلى أن تحسم القاعدة الصحفية القائمة التي تريدها بالتصويت لصالحها.. ولأنها انتخابات تقاس بها حرارة الأجواء السياسية في السودان وتمثل مؤشراً لقياس التزام السلطات بالحريات العامة.. لذا أتوقع لها أن تكون ساخنة وتنافسها عالي المعدات وفي النهاية سيصوت أعضاء الاتحاد للقائمة ذات البرنامج المقنع. ٭ أكثر ما يؤرقني وهذه مهمة تنتظر مجلس الاتحاد الجديد ليعمل على اكمال ما بدأه الاتحاد السابق هو تعزيز مبدأ أن الصحافة في جوهرها مهنة وصناعة ينبغي ممارستها بمسؤولية لأن الصحافة المسؤولة هي التي تعطي الأمل للشعوب بأن مسيرة الحياة ماضية نحو ترسيخ قيم الحق والفضيلة ولأنها هي التي تعطي السلطة النصح والإرشاد المسؤول حتى تصحح ما يظهر من إعوجاج.. وهذا يعني أن الممارسة الصحيحة لحرية الصحافة هي المخرج من حالة الريبة المتبادلة بين السلطة والصحافة وهي المدخل لتصويب كل ما لحق بالصحافة من تشوهات تحدث بين الفينة والأُخرى وأيضاً المدخل الصحيح لسريان العافية للصحافة كمهنة وكصناعة.