* غندور قائد مختلف -اعطى ترقي غندور الأخير كنائب لرئيس المؤتمر الوطني لشؤون الحزب الناس مساحة للتعرف على الرجل عن قرب والذي بدأ بالنسبة لقيادات الحزب الحاكم الآخرين مختلف نوع ما اذ ان فيه سعة واريحية وتصالح مع الذات والآخر ما جعله مميزاً والشاهد ما تجلى به من مواقف وتصريحات في انتخابات حزبه الأخيرة على مستوى السودان ففي حين تحتفظ ذاكرة الناس لمن سبقه على هذا المقعد عبارات التهديد والتخوين والسخرية جاء غندور بلغة مختلفة اكثر خطابها للداخل وصايا لأعضاء وقيادات المؤتمر الوطني بعدم التسلط على الناس واتقاءً صريحاً من غضبة الشعب واصطفافاً مع البقية صفاً واحداً واعترافاً بالصراع على الكرسي! -راقني تبسط الرجل مع اهله في بحر ابيض امس وخطابه المباشر وعدم اخفائه للمشاعر بالمكان الذي ولد وعاش وترعرع فيه ولم استغرب من بعد هذا الخطاب ان وقع الرجل في كماشة من الأهل والمعارف واصدقاء الصبا والذين تحولقوا حوله حتى كادوا يطرحوه ارضاً لولا نجدة الحرس والمراسم -هي اذا مزايا تجديد الدماء وانهاء (الكنكشة) والتي تكشف فيما تكشف عن رجال جدد بمزايا جديدة وحواء ولادة * بحر ابيض تمييز وتميز ان بحر ابيض حاضرة في السياسة وفي الاقتصاد وفي الثقافة والرياضة وحاضرة في واقع الاجتماع والأعراف-حاضرة بالإتفاق وبالاختلاف لذا لم يكن مستغرباً ان تكون حاضرة في الإعلام لهذا احتشد في يوم انتخابات مرشحي المؤتمر الوطني وقبله العدد والعديد من الصحفيين في حاضرة الولاية من المحررين الي رؤساء الأقسام وانتهاء بكبار الكتاب ورؤساء التحرير في مشهد لم تشهده اي من الانتخابات الجارية وكذا الحال كان بالنسبة للمشاركات السياسية حيث حضر فيمن حضر الدكتور عوض الجاز والمهندس ابراهيم محمود والقيادية سامية محمداحمد ووالي سنار المجاورة اضافة الي غندور الذي تبرأ من ان يكون وراء هذا الحشد باعتبار ان بحر ابيض ولايته وان لم ينفِ سعادته بذلك المشهد * الشنبلي واللغة المجنحة -على قاعدة (لا اريد ان اقول لك ذلك الشيء) قال والي ولاية النيل الأبيض السيد يوسف الشنبلي كل شيء تقريباً في خطابه امام المؤتمر العام امس وبحضور البروفيسور غندور واتى الشنبلي من الآخر وبذكاء شديد حين قال ان التنمية في ولايته بلغت نحو 90%من البرنامج الانتخابي لحزبه وبرقم جاوز 380 مليار جنيه ومع ذلك لا ضير من الإشارة الي ان الحديث امام رئيس اللجنة الفنية للانتخابات الدكتور عوض الجاز يجب ان يأتي (بلغة مجنحة) بحسبان انه من المنافسين على منصب الوالي من جديد ويجب ألا يقول في المؤتمر العام وامام رئيس اللجنة الفنية ما يمكن ان يؤثر على الناس -لا يبدو الشنبلي على ما يبدو عليه فهو من شاكلة سياسيين يعتمدون الفوز بهدوء وبالنقاط ودون الحاجة الى عراك او كسب صراع بالضربة القاضية واكثر من غيره يواجه اليوم الرجل منافسة شرسة من قبل قيادات لها اوزان سياسية وحزبية وحركية وقبلية (توازن) اي حديث عن التنمية في هذا السودان الغريب * شنيبو هتافات اخوانية ودخول متزامن مع الشنبلي -سبق ان كتبنا ان القيادي شنيبو بولاية النيل رجل ليس سهلاً وانه وان خسر الترشح لموقع الوالي فإنه قادر على دفع ذلك الشخص نحو الكرسي او دفعه بعيداً عنه وبالأمس دخل شنيبو والذي خسر نتائج شورى بحر ابيض الي صيوان المؤتمر العام وسط هتافات العديد من الشباب بدأوا لي من خلص الإسلاميين وهم يهتفون (قادمون قادمون نحن نحن المسلمون) ولا ادري ان قصد الرجل او لم يقصد ذلك فقد دخل الي الصيوان بالتزامن مع دخول البروف غندور والوالي الشنبلي وغطى بحشده الذي آذره على مشهد ومسمع دخول هذين الرجلين شنيبو همس في اذني وهو معرفة قديمة بما لا يصلح للنشر وسمعت من بعد ولم ار انه قصد المرشح للمنصب السيد ابراهيم هباني ورفع يده مكبراً في اشارة لا تخطئ مقاصدها. على الطريق الثالث وددت والله ان يتاح لي سؤال البروف غندور حول جدوى كل تلك التظاهرات السياسية والتنظيمية ما دام ان المركز غير معني بالموافقة على اكثر المرشحين اصواتاً من الولايات ولكن الزمن مضى والرجل مضى وانا اعزي نفسي (لا ضير ربما في انتخابات قادمة)!.