قامت الدنيا وقعدت في بحر أبيض قبل انعقاد مؤتمرات الشورى وظهور الترشيحات بالنسبة لجماعات المؤتمر الوطني حول منصب الوالي، والدفع باسماء ومجموعات لوبيه منها من يلتف حول الوالي الحالي يوسف الشنبلي، ومنها من يلتف حول الوالي السابق نور الله، ومنها من يلتف حول نائب الوالي الحالي السابق محمد بابكر شنيبو، ومنهم من يؤيد الدفع بالسيد علي آدم عليان، وآخرون يدعمون جهراً وسراً مباركتهم للدفع بالعقيد أبو عبيدة العراقي، وآخرون يدعمون والي سنار السابق ود البلة، ومنهم من يدعم موقف السيد حمدتو مختار نائب رئيس لجنة حقوق الإنسان السابق بالبرلمان، وقد اعتذر الدكتور هباني من الخوض في هذا الغمار، ومن ثم اعتذر الرجل الذي توقعه الجميع أنسب رجال المرحلة القامة الباشمهندس أحمد البشير عبد الله، وقفل الطريق لكل المراقبين في الشأن السياسي ببحر أبيض بأنه خارج حسابات هذه اللعبة، وهو قادر على خدمة أهله من خارج هذا الموقع القيادي.. وما بين هذه المتناقضات كثر الحديث والتكهن بالنسبة لخلافة الشنبلي وفترة ولايته التي صاحبتها الكثير من العجائب، بالرغم أن الرجل يحسب كماً وكيفاً من صرة أبناء الولاية، ومن فلذة أكباد الحركة الإسلامية، والرجل خريج معاهد دينية وجامعة أم درمان الإسلامية، وينتمي إلى عشيرة الشنابلة التي تعتبر من بدن أفخاذ الكواهلة العريقة ببحر أبيض، وأن الكثيرين من سقاة التاريخ يعتقدون في أن الشنابلة هم من عرب جهينة الذين حل أسلافهم بكردفان وبحر أبيض، إلا أن بحوث الأنساب والانتربولوجيا تثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن الشنابلة من فخذ صغير من أفخاذ الكواهلة، الذين يمثلون 65% من سكان بحر في مساحة تبلغ 678 كيلو متراً مع دولة جنوب السودان، ليصبح النيل الأبيض بحيراته الوفيرة هو جنوب دولة شمال السودان، لذلك تأتي أهمية حكمه ومن يحكمه.. لقد تعاقب على حكم بحر أبيض ولاة كثر أشهرهم عبد الله دينق نيال، ود. عبد الله سيد أحمد، والسيد بدوي الخير إدريس، ومجذوب يوسف طلحة، والمتعافي، ود. محمد نور الله، والشنبلي.. الملاحظ من كل هؤلاء نجد أن بحر أبيض تعدد ولاتها من ألوان طيف قبلي متنوع يحمل كل ثقافاته، وأن توحد الحزب بالنسبة لهؤلاء جميعاً، فدينق نيال دينكاوي مسلم مستعرب في فترة الدولة الموحدة، وسيد احمد حلفاوي متزمت على طباع العرب، وبدوي الخير إدريس عبد النور من أبناء الشمالية دنقلاوي صال وجال، أما المتعافي فهو من أبناء الجعليين الدويم مكث فترة لم يقدم فيها ما يشفع له.. أما د. نور الله فهو من أبناء الحسانية في شمال الولاية جاء للحكم برؤية عالم أكاديمي للنهوض بالزراعة في إقليم تشكل الزراعة فيه نسبة 75%، ولكن الصراعات الداخلية من بعض المحاسيب على الحركة الإسلامية أبعدت هذا الرجل السكوت بحجة أنه درس بالاتحاد السوفيتي، الذين حاولوا التشويش على الرجل رغماً عن أنه من بيت ديني كبير، وأحسب أن نور الله كان معتدلاً للحد البعيد.. أما الوالي الحالي السيد الشنبلي في أيامه الأولى بدأ بداية كان يحسبها الجميع مفتاحاً للإنقاذ بالنسبة لبحر أبيض، إلا أنه عندما أخذته سكرة الحكم ونشوته عرج بالجوكر، والرجل مهذب وصاحب أخلاق حميدة لا يميل للمشاكل ولكنه تحسب عليه الانجازات والإعلانات المبوبة المدفوعة الثمن في صفحات الصحف على أرض الواقع فرصيده (nill)، ويمكن أن يدفع به المؤتمر الوطني لفترة ولاية ثانية، لأن المؤتمر الوطني طيلة خمسة وعشرين عاماً يضع الرجل غير المناسب في المكان غير المناسب، وها سر نجاح أهل المؤتمر الوطني في عكننة أمزجة شعبها المغلوب على أمره، هل تسمعوننا!! نحن نريد والياً لا علاقة له بالمؤتمر الوطني ولا الحركة الإسلامية، بالله عليكم جربوا هذا وسوف لن تندموا، مساعد الرئيس بروفيسور غندور ابن الولاية هو أدرى الناس بمن يحكم بحر أبيض في الفترة القادمة.