رغم ضنك الحياة .. ورغم المعاناة .. إلا أن الوطنية تسمو فوق كل آلام، وفوق كل معاناة .. وفوق كل ضنك. ٭٭٭ فقد برهن السودانيون عملياً، وطبقوا عياناً بياناً «شعب واحد.. جيش واحد». ٭٭٭ نعم .. لقد خرج السودانيون أمس، بالملايين في كل ولايات السودان بتلقائية وعفوية .. في مسيرات غير معدة، وفي مواكب غير مصنوعة .. مبتهجين بتطهير الأرض من دنس الدولة المعتدية وحلفائها من متمردي حركات دارفور وغيرهم. ٭٭٭ الدرس الأول من الشعب السوداني يجب أن تعيه حركة سلفاكير وجيشه من ضيقي الأفق .. الذين لم ينجحوا في التفريق بين إدارة الغابة، وإدارة الدولة. ٭٭٭ أما الدرس المهم أيضاً الذي يجب أن تنتبه له النخب السياسية الحاكمة والمعارضة في السودان .. فقد برهن شعبنا أنه أوسع من مواعين الصراعات، وأكبر من نزعات خلافات الجبهة الداخلية بين الأحزاب. إن على الحاكمين والمعارضين أن يجاهدوا أنفسهم من صراعاتهم حول كراسي السلطة، وأن يخرجوا من سكرتها .. ليخدموا هذا الشعب العظيم، في معاشه وعلاجه وتعليم أولاده. ٭٭٭ إن هجليج لم تكن معركة بين جيشين فحسب .. وإنما دروسها كثيرة وعظيمة .. وقد ذكرتني بمقولة الرسول «صلى الله عليه وسلم»، حينما انتشرت دعوة الإسلام، وهُزِمَتْ جيوشُ النفس الأمارة .. لقد خاطب الرسول الكريم - عليه السلام - أُمته، بعد الانتصارات وتأسيس الدولة، حين قال لهم: (رجعنا من الجهاد الأصغر.. إلى الجهاد الأكبر) .. - فسألوه: وما الجهاد الأكبر، يا رسول الله؟. ٭ فقال: جهاد النفس. ٭٭٭ أيها السياسيون السودانيون .. ما أحوجكم إلى الجهاد الأكبر. رئيس التحرير [email protected] 0912364904