إن شجر الهجليج المعروف في بلادنا هذا السودان الكبير والعظيم بأنه شجر فريد في نوعه، فهو ظليل ومفيد وله ثمار يدخل في بعض المكونات العلاجية وأرض طيبة سخية وهي التي تحضن في باطنها مدخلاً نفط البترول كما هو ماثل الآن إضافة الى حظائر النحل وهو المعروف بفوائده التي لا تخلو من بعض المضار في بعض الحالات، ومن هنا دعوني أن أحكي حكاية أو قصة عن شجرة الهجليج.. كانت هنالك هجليجة قائمة بالمنزل الذي اسكنه وكانت فارعة تفرز كميات من ثمارها المسمى «باللالوب» وهو الذي قلت ؤنه يدخل في بعض المستحضرات الطبية العلاجية أن شجرتنا تلك كانت تأتي بالكثير من ذلك اللالوب وكميات من النحل الذي كون حظائره عليها، وكذلك كنا نحن والجيران والعديد من الناس نحظى بفوائد تلك الشجرة القائمة في منزلنا كما ذكرت، وفي ذات يوم أطل علي أحد الجيران الملتصقة حوائط منزله بمنزلي والقائمة بالقرب من تلك الشجرة الهجليجية بداري والمستفيد منها أنا وأسرتي ومن معهم.. اتصل بي طالباً إزالة الشجرة بسبب أنها وعلى حد قوله انها تشقق بعضاً من حوائط منزله وذلك لأن وما هو معلوم أن الهجليج له جذور قوية وسميكة غارزة في الأرض ومتمكنة في ثباتها بحيث لا يستطيع أحداً التأثير عليها جأني ذلك الرجل طالباً مني اقتلاعها، طلب ذلك وكان الرفض التام مني، قلت آسف، فأني لا اسمح باقتلاع هذه الشجرة مهما كان الامر، فكان رده محاولاً اقناعي بأني لا استفيد منها وهي ضارة له، قلت بل أنا أجني منها فوائد كثيرة كما ذكرت، ايضاً كان مصراً على أنها وبحسب ما تسببه له من اضرار سوف تعود علي ايضاً بمضار.. كلا إنها غير ضارة وبماذا سيكون ضررها عليّ.. وعموماً اكرر بأنني لم أسمح بقتلها وإزالتها وإذا كان لديك نوع من الاضرار التي تعرفها أنت فأذكرها عليّ، قال أولاً فإن فوائدها ليست ذات أهمية، قلت فأنا وغيري مقتنعين بتلك التي ذكرت سلفاً ثم ماذا قال إنها تعد سكناً «للشياطين» قلت مرحباً بهم وأنا قادر على محاربتهم وحسمهم أن هم فكروا بالاعتداء علي، فلعلمك انا دائماً اكون بالقرب من هذه الشجرة ليلاً ونهاراً ولم أرى أثراً لتلك الشياطين وإن كانت من فصائل الهنود الحمر او المتعدين «الزرق» ومهما كانت عدتهم وعتادهم هم واولئك الذين يسيرون على دربهم من شياطين هم في شكل البشر الذين بالداخل او اولئك الذين لهم قرون يعتقدون انهم سيرهبوني أو يرهبونا بها.. يجب أن يعلمون بأننا سوف نحطمها ونجعل كل اولئك الذين يعتقدون أننا سنخافهم فهم يهزمون ويفرون أمام أعيننا مدحورين هاربين، نحن جميعاً وأنا معهم بل وأنت معنا، وأعني ذلك الرجل الجار الذي أراد اقتلاع تلك الشجرة يجب أن لا نتراجع أمام أي شياطين كما ذكرت حمراً أو سوداً وسنقتلهم وهي ستبقى شجرتي قائمة أبداً ما دامت هي التي تفرز علينا العديد من الخيرات التي اسلفت في كل مكان من أرضنا ومعها تلك التي في بيتنا شجرة الهجليج.