السيد/ سلفاكير ميارديت، رئيس حكومة دولة جنوب السودان، بقدر سعادتي لاستردادنا «هجليج»، أنا حزين، وحزني في غايته، للذي أوصلتنا إليه الحركة الشعبية من عداوة وكره، لقيته من كافة فصائل الشعب السوداني، وحتى المعارضة تخلت عن برنامجها «إسقاط النظام»، واستبدلته باسترداد هجليج. العلاقات بين الشعبين الجنوبي والشمالي أزلية، لا تستطيع الحركة الشعبية هدمها «بشلة» من المرتزقة، أتيتم بهم للاعتداء على أرضنا دون مبررات، ناسين أن هناك اتفاقية سلام أبرمت بيننا، وبموجبها تحكمون الجنوب الآن، والذي أصبح دولة مستقلة تريدون تحويلها إلى دولة «مستغَلة» من أجل تنفيذ أجندة دولية تعرفونها تماماً، ولن أخوض في ذلك كثيرا. أنتم - وبحكم «العشرة» القديمة - تعرفون أن ديننا الإسلام يدعونا إلى العفو عند المقدرة، ويدعونا إلى الصفح، قال تعالى:(خذ العفو وأمر بالعرف واعرض عن الجاهلين) 199 سورة الأعراف، وقال تعالى:(فأصفح الصفح الجميل)، 85 سورة الحجر، هكذا علمنا ديننا، ودعانا إلى فضل العفو عن الاقتصاص، والشفاعة، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:(ما عفا رجل عن مظلمة إلا زاده الله بها عزاً)، «ر واه أحمد ومسلم والترميذي». هكذا كان وسيظل ديننا، يدعونا إلى العفو والصفح عن الظالمين، والذين أساءوا إلينا، حتى لو كانوا أقرب الناس إلينا، فالقرآن الكريم فيه نفع وخير، ونحن - كمؤمنين بهذا الدين العظيم - نريد تبصيركم حتى تكفوا عن الضرر والشر. ونحن بدورنا سوف نعفوا ونصفح لكم أخطاءكم، وندعوكم إلى التسامح والرضا، رغم أن ظلم ذوي القربى أشد مضاضة على النفس من وقع الحسام المهند. السيد سلفاكير الدين المسيحي أيضاً يدعو إلى المحبة والرحمة وعدم إدانة الغير، ويدعو إلى الغفران، فيقول الرب يسوع المسيح في آية «27»: (أحبوا أعداءكم، أحسنوا معاملة الذين يبغضونكم، باركوا لأعينكم، صلوا لأجل الذي يسيئون إليكم). وهكذا فإن كل الأديان السماوية تدعونا إلى التسامح والتسامي فوق الخلافات، من أجل شعوبنا، من أجل نسائنا وأطفالنا في الجنوب والشمال، ووفق كل هذه المفاهيم اتمنى أن تخرج علينا ببيان اعتذار عن الذي بدر منكم من هجوم غير مشروع على أراضينا، وتتعهدون بإصلاح كل ما تم تخريبه بعد دخولكم إلى «هجليج»، وانسحابكم الكامل عن كافة الأراضي التابعة للسودان، وطرد كل الذين تأوونهم في الجنوب من معارضين وحركات مسلحة، فوراً والآن. وأخيراً: نحن - ونيابة عن الرئيس عمر حسن أحمد البشير - نبعث إليك بهذه الرسالة، نتمنى أن يكون ردكم عليها إيجابياً، والجميع هنا على ثقة تامة أن قيادتنا تجنح إلى السلم والسلام من أجل الشعبين الشقيقين في الشمال والجنوب، وكلنا إخوان.