لكل امرأة أحلام طويلة وعريضة تعيش نسجها على واقع الحياة وتسعى إلى تحقيقها لتصل إلى المستقبل الذي تحلم به، ولكن حلم المرأة يختلف على حسب عمرها والوضع الاجتماعي الذي تعيشه سواء كانت فتاة أو متزوجة أو أرملة وغيره ولكن ما هو وضع المرأة المطلَّقة؟ وكيف تعيش حياتها في هذا الوضع ؟ وهل يسمح لها المجتمع بمساحة من الحرية لتثبت وجودها من جديد؟ أم أنَّها تُكبَّل ببعض العادات والتقاليد التي تحرمها أبسط حقوقها؟ وهل المرأة المطلَّقة تضيق أمامها الخيارات ؟ إيمان محمود تقول: المجتمع يتعامل معها على حسب أسباب الطلاق ، وأحياناً حتى وإن لم تكن فعلت شيئاً يحسب عليها الطلاق، فكم من نساء صغيرات وقفن عاجزات أمام رغباتهن ورغبات أهاليهن فقط لأنَّهن مطلَّقات، فيحرمن من أبسط مقوِّمات الحرية التي تساعدهن في تجاوز الأزمة التي مررن بها، لذا نجد أنَّ المرأة المطلَّقة تضيق أمامها الخيارات وأحياناً تخرج من أي خيار على أساس أنَّها أخذت فرصة من قبل بغض النظر إذا كانت مظلومة أم لا، كل هذه الضغوط تزيد مما تعانيه النساء المطلَّقات من ضغوط داخل أسرهن والمجتمع بأسره. جعفر عثمان يُؤكِّد: المجتمع لا يقيد المرأة الأرملة أو المطلَّقة إذا كانت ذات خلق وأدب وتحترم وضعها، ومن المفترض أن تحاول المرأة المطلقة أن تستفيد من تجربتها السابقة وتتأنَّى في كل خطوة نحو حياتها الجديدة، وأن تُفكِّر ملياً في أحلامها وطموحاتها دون إغفال أنَّها امرأة مطلقة حتى لا تعيش نفس التجربة، لأنَّ المجتمع حينها سوف يضيِّق عليها فعلاً الخيارات. الأستاذة سلافة علي باحثة اجتماعية تضيف: هنالك بعض العادات والتقاليد سارية منذ القدم ولم تستطع العولمة وكل متغيِّرات الحياة محوها أو إلغاءها فقط يمكن القول إنَّها قلَّت أو اندثرت شيئاً ما، مثل ألا يسمح للأرملة أو المطلقة بالخروج من المنزل دون ارتداء الثوب أو ممنوع الوقوف في الشارع أو التأخر عن المنزل أو الخروج كثيراً لذا نجد أنَّ بعض الأسر تتمسَّك بمثل هذه التقاليد وتضيِّق الخيارات على المرأة المطلِّقة وأحياناً تحرمها من فرصة الاختيار.