نساءنا يردن أن يكن بيضاوات أي تغيير الجلد الأسمر بآخر أكثر بياضاً، وفي نفس الوقت اخواتهن البيضاوات بدلن جلودهن وأزيائهن حتى يصرن مثل بنات الخواجات، إذاً الأمر كله تقليد في تقليد، وهو شعور بالدونية وعدم الرضا بقسمة الخالق الذي خلق الانسان في أحسن تقويم. فالنظافة من الإيمان سبحانه تعالى جعل لنا الماء طهوراً لو أن الواحدة تغتسل بالماء كل يوم خمس مرات لا يبقى من درنها شيء، لكن أن تستعمل الكريم بقصد تغيير لونها هذا التصرف يعد تصرفاً خاطئاً ينافي كمال الإيمان ومجريات الطبيعة السودانية نسبة لإرتفاع درجة حرارة الطقس في فصل الصيف التي لا تتلائم مع الكريمات، إذا أرادت البنت المسلمة بياض وجهها عليها بالوضوء والصلاة وتلاوة القرآن الكريم، فيشرق وجهها وينير وتظهر عليها سيماء وعلامات الصلاة بدلاً من علامات الكريم. وترى الفتاة قادمة نحوك بكريماتها على وجهها وتظليل عويناتها دونما استحياء فتشمئز وتصاب بالغثيان، إذن أن زمن الطبيعة قد ولى كما ولى زمن الرجال الذين يشترون الكريمات للزوجات والبنات دون أن يدروا إنهم يشاركون في تشويه اللون الأسمر الذي غنى له عبد الحليم المصري والراحل محمد وردي السوداني، في اللون الأسمر ذوبت شبابي وعشقت الجنة وفي الجنة عذابي ثم أبو الأمين: أسمر جميل فتان وعدد كبير من الفنانين تغنوا للسمرة التي صرنا نهرب منها وهي صفة مميزة لنا كما الثوب السوداني الذي تميزت به السودانيات عن جميع نساء العالم في الحشمة والسترة، فلا بديل للثوب السوداني كما لا بديل للون السوداني. فيا بنت السودان صار الشباب اليوم يبحثوا عن الفتاة الطبيعية الخالية من المساحيق وذات القوام الممشوق التي لا تبلع صاحبته الحبوب والتي صارت الفتاة تبلعها أكثر من لقمة العصيدة فتنتفخ حتى تجد عريساً نحيفاً ، ولكن قد تغير الآن فهم الشباب وصاروا لا يقتنعون بالفتاة البدينة حتى لو كانت طبيعية. فيا فتيات اليوم أرجو أن تطبقن قول الشاعر: يا أبنتي إن أردت آية حسن.. وجمالا يزين جسماً وعقلا.. فإنبزي عادة التبرج نبذاً.. فجمال النفوس أسمى وأغلى... أو أن تسمعن مني نصيحة يقولها جدي البحري الله يرحمه: السمح سمح كان صحى من النوم.. والشين شين كان يمسحوه كل يوم.. ما تبقى من القول: أعرب الجملة الآتية: (مسحت البنت الكريم ) مسحت: فعل ماضي مبني على تفتيح البشرة. البنت: فاعل مرفوع بالضمة. الكريم: مفعول به منصوب بالكدمة الظاهرة على الخد عذراً أساتذة اللغة العربية