سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في صالون الراحل سيدأحمد خليفة المهدي: إذا لم نتفق على مخرج وطني، سنجد أنفسنا تحت رحمة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي
غندور: استهداف السودان لا تقف أمامه حكومة ولا قوات مسلحة، بل الاتفاق على ثوابت وطنية
قطع الإمام الصادق المهدي - رئيس حزب الأمة القومي - بأن السودانين، إذا لم يتفقوا على مخرج وطني في السلام والسلطة، فسيجدون أنفسهم تحت رحمة الأممالمتحدة، والاتحاد الأفريقي، غير أن بروفيسور إبراهيم غندور - أمين التعبئة بالمؤتمر الوطني - وافقه الرأي في كثير مما قاله عن دور المجتمع المدني في حماية الوطن وتعزيز السلام الاجتماعي الذي طرح في صالون الراحل سيدأحمد خليفة أمس. واضاف أن القوى السياسية بلا استثناء جربت العمل من الخارج، دون جدوى. وقال المهدي إن المجتمع المدني تعبير يتسع ويضيق، وفضل المهدي الحديث عن المجتمع المدني الذي يستثني فقط السلطات الأربع ومكوناتها، ورأى أن الشركات والنقابات ليست مجتمع مدني في المفهوم الحديث، مشيراً إلى أن الدولة الشمولية تدجنه، لأن الحزب الحاكم لا يهيمن على المجتمع المدني فحسب، بل يجعله ضعيف في الفكر والثقافة والرياضة، وأضاف:(إذا تحرر المجتمع المدني، يمكن أن يعتمد على مصادر أجنبية)، وتابع:(إذا كانت هناك حرية، يمكن أن يسهم المجتمع المدني في حماية الوطن)، وكشف عن عوامل تجعل حماية الوطن فاعلة، أجملها في الشرعية، لأن الجمهور - إذا لم يكن راض عن الحكم - سيحدث شلل، لذا يجب توفير سبل المعيشة، وتعزيز حسن الجوار، والقبول الدولي، وشدد على ضرورة الحرية والمشاركة، حتى لا يكون المجتمع طبّالاً للسلطة، ورأى أن السلام الاجتماعي يعتمد على قبول الآخر، ونبذ العنف، وهذا لا يقوم إلا بالأمن والهيبة وأشار إلى ضرورة أن يكون الفكر في المجتمع قادر على التعامل مع الآخر، حتى لا يكون المجتمع تناحري، لأن التكفير والتخوين يلوث السلام الاجتماعي، وأشار إلى ضرورة القبول الإثني، وإبعاد كلمة حلبي وعبد، لأنها تضر بالأمن القومي، وقطع بأن العنصرية، ورفض الآخر، هي مستوردة من الفكر الإسرائيلي، ولا وجود لها في الإسلام، فضلاً عن دونية المرأة، المبنية على أنها من الضلع الأيسر لآدم. وأبان بأنه إذا وجد مجتمع مدني يحميه الدستور والقانون، وتكفل له حرية التكوين، فإن دوره في حماية الوطن كبير، ودعا الحكومة إلى الاعتراف بالمجتمع المدني.. مطالباً المؤتمر الوطني بألا يستخدم أسلوب يقوم على أن «يشليوا البايظ، ويعمل منو آتو».. وشدد على ضرورة التفريق بين الوطن والوطني، ورفض ما أسماها سياسات المناطق المقفولة مع الجنوب، وقال:(محاولة شيطنة المجتمع المدني ليست صحيحة)، وأوضح أن أمريكا طالبتهم - في الديمقراطية الثالثة - بتقليل التمثيل الدبلوماسي لإيران وليبيا في الخرطوم، أو تحوّل سفارتها إلى نيروبي، وقال:(أحالت سفارتها، ولكن عادت بعد فترة، وأكدت أن موقفنا صحيح، ومعلوماتهم غلط، ولم يستطيعوا أن يفرضوا علينا قراراً واحداً)، وأضاف:(رغم أنف أمريكا، حلفاؤها كانوا متعاونين معنا).. ورأى ضرورة مراجعة مواثيق الأممالمتحدة، ليكون للعالم الثالث دور فيها، لأنها صيغت قبل تشكل العالم الثالث وتحرره، ودعا إلى مجلس أمن اجتماعي، يراعي الصحة والتعليم والبيئة، وقال:(إن نظام الأممالمتحدة يحتاج إلى إصلاح، ولكنه أحسن من غيره). وقطع المهدي بأن ياسر عرمان، ومالك عقار، وعبدالعزيز الحلو، وجبريل إبراهيم، ومني أركو مناوي، من أعقل السودانيين، ودعا إلى التعامل معهم بما يحقق المصلحة المشتركة، والتفاوض معهم في إطار السودان الموحد، ما عدا فيما يخص العلمانية وتقرير المصير، ورأى أن الحديث عن تحرير الجنوب أمر انتحاري، ودعا إلى التعايش، والتخلي عن فكرة إسقاط كل طرف من دولتي السودان لحكومة الآخر، وقال:(إن الهيمنة الدولية تدخل عن طريق عيوبنا، ومن مصلحتنا التعامل مع العالم، لأن الإسلام يتمدد)، وقال:(إن الإسلام هو القوى الثقافية العظمى في العالم)، وذهب إلى أن الجنوبيين تفاجأوا بالإدانة الدولية باحتلال هجليج، لأنهم كانوا يعتبرون أنفهسم «أولاد المصارين البيض». وأوضح أنه على الوطني أن يفهم أنه مستحوذ على الأمر، وتابع:(قلنا لهم إنتو ماكلين الجدادة وخامين بيضها، تقولوا لينا تعالوا نديكم سندوتشات)، وأضاف:(ناس الوطني شالوا البايظ بتاعنا عشان يسوه أتو)، وقال:(إن حزبه اقترح من قبل ثوابت وطنية على المؤتمر الوطني، ووافق عليها)، وشدد على تراضي وطني، وحدود مرنة مع الجنوب، والمهم البترول الأحمر «الماشية»، ودعا إلى جلسة بشأن الإستراتيجية مع دولة الجنوب. من جهته قال بروفسير إبراهيم غندور - أمين التعبئة بالمؤتمر الوطني:(لا يمكن أن نختلف مع الطرح العملي الذي قدمه الإمام الصادق)، وقال غندور - الذي تحدث بجلباب المؤتمر الوطني، والنقابة العامة لعمال السودان - إنهم في عام 1992م وجدوا رواتب العاملين بالجنوب أشبه ب«عطية المزين»، وبعد حوار طويل، وحدوا الهيكل الراتبي، كما أرادوا مبادرة الهيئة الشعبية، حتى أن أحد الناس قال له:(هذه نهايتك في العمل السياسي)، وأوضح أنهم كانوا يؤيدون المبادرة المصرية الليبية المشتركة لحل قضية الجنوب، وأضاف:(كنا أول من استقبل وفد مقدمة الشريف الهندي، وقدمنا ورقة نشر ثقافة السلام، ثم المنبر النقابي لرتق النسيج الاجتماعي بدارفور، وأنشأنا قرية دريب الريح بدارفور)، وتابع:(عرض علينا من قبل زيادة الأجور مقابل رفع الدعم عن المحروقات، فرفضنا)، لكنه عاد وقال:(إن من أحد مصائب السياسة السودانية أنه ليس لدينا ثوابت، الحكومة تضيّق الخناق على المعارضة، والمعارضة ليس لها حدود، وهذا ما يجعل السودان محل استهداف، وتمرر أية دولة أجندتها فيه)، واتهم القوى السياسية بأنها مصابة بعمى ألوان، فلا تفرق بين الوطني والوطن، ولفت الأنظار إلى أن اتفاق «الأمة - الوطني» فيه ثوابت وطنية، وذهب إلى أن الشعب أكد أنها أكبر من سياسية في معركة هجليج، فخرج الشعب مجموعه، وليس المؤتمر الوطني، وقال إن التفريق بين الوطن والوطني في القضايا الصغيرة مطلوب، ولكن في الكبيرة غير مطلوب، وقال:(السودان الآن أمام تحدٍ كبير)، وقال:(إن حقوق الإنسان وسائل تتخذها بعض القوى الدولية لتمرير أجندتها)، وأضاف:(المجتمع الدولي لا تحكمه معايير أخلاقية، بل مصالحه، وما يجعل السودان مستهدف، هو أن مصالح بعض الدول مرتبطة بالمنطقة)، وقال:(إن الاستهداف لا تقف أمامه حكومة ولا قوات مسلحة، لكنه يحتاج إلى كل الشعب والسياسيين، وعلينا أن نتفق على ثوابت وطنية).