قد يضيع عمر الإنسان وهو يلهث ليُحقِّق ولو جزءاً صغيراً من أحلامه وطموحاته وكلما يخطو خطوة نحو أحد أهدافه يجد الحواجز والعوائق لا تدع له مجالاً للحظة نجاح أو خطوة يعبر من خلالها إلى بر الأمان، والشباب هم أكثر الفئات التي تصطدم أحلامها بالواقع الذي يكون مختلفاً عمَّا بمخيلتهم وخططهم المستقبلية فيصبح كل شيء أشبه بالمستحيل، فما هي البدائل التي يبحث عنها الشباب عند اصطدام أحلامهم بواقع الحياة؟ وهل يتنازلون عن أحلامهم وطموحاتهم إذا وجدت أمامهم معوقات وحواجز؟ وماذا يفعل الشباب أمام الواقع المستحيل؟ خالد أحمد يقول: كلما ساء الوضع المعيشي للبشر صعب عليهم تحقيق أدنى شيء من أحلامهم خاصة الشباب الذين تمتد مساحات الأحلام والطموحات لديهم، فما قد يجدونه في واقع الحياة قد يكون بعيداً عمَّا رسموه لمستقبلهم، فكم من شاب رقص فرحاً على أنغام موسيقى حفل تخرُّجه ولكن في اللحظة التي أراد فيها تطبيق حلم كل السنوات التي مضت أغلقت أمامه الأبواب ووجد نفسه يُحلِّق خارج السرب فأسوأ ما يمكن أن يواجه الشباب وهم في غمرة الفرح والأمل أن يشعروا بالفشل الذي يُبدِّد أجمل الأحلام ويصيب النفس باليأس والحسرة. إسلام محمود تؤكد: يبحث الشباب كثيراً عن الدروب التي توصلهم إلى تحقيق أحلامهم وخلق مستقبلهم الذي رسموه كما يريدون وكلما كان طموح الشباب عالياً حاولوا تجاوز كل المعضلات التي تقف أمام طريقه، ولكن أغلب الشباب يصطدمون بواقع لم يكن في مخيلتهم وبعضهم يصل وآخرون تعجزهم محطات الفشل فيقفون عندها وتتبخَّر كل الأحلام فتصبح مجرد سراب. الأستاذة سلافة علي باحثة اجتماعية تضيف: الشباب هو أكثر مرحلة يعيش فيها الإنسان الحياة طولاً وعرضاً وفي كل يوم تزداد تلك الأحلام وتعلو ويكون هنالك طموح زائد مصاحب لتلك المرحلة، ولكن قد يُؤثِّر الفشل في بعض الشباب فتضعف عندهم الرغبة في تحقيق تلك الأحلام، فالبعض يهاجر هرباً من فشله ، وآخرون يعجزون عن مواصلة محاولة الوصول إلى ما يريدون، وقوة الشخصية هي التي تجعل الإنسان يصمد ويتحمَّل كل المعوقات.