أطل علينا فصل الخريف لهذا العام مبكراً بحمد الله ومثول المتغيرات المناخية العالمية والمحلية التي شملت بلادنا فكان هطول الأمطار الذي بدأ منذ أيام في جميع أنحاء السودان منبهاً لنا بالاستعداد لاستقباله بكامل الجدية في كل المجالات المستحقة له من زراعية في مدن وأرياف وقرى وعموم البلاد، وصيانات للشوارع وفتح المجاري لإنسياب المياه ومكافحة الأمراض. إن فصل الخريف هو خيراً وبركة علينا إذا ما وظفنا الإنتباه له والعناية به في المجالات اللازمة للاستفادة منه بالوسائل المطلوبة والمفصلة لإنجاحه وبالذات تلك المهمة والأساسية وهي الزراعية التي نعول عليها الكثير في مسارنا الغذائي ودعمنا الاقتصادي المتمثل في أهمية كثافة الإنتاج. فلنوفر لذلك كل احتياجاته من سبل ووسائل مكونة في تحضير الأراضي ونظافتها والمدخلات الأخرى من آلات وتقاوى وكهرباء. ومن جانب آخر يبقى على مزارعينا مضاعفة الجهود التي هم أهلاً لها في زراعة أراضيهم المعطاة الخيرة لتأتي بالمزيد من حصاد كل المزروعات الخريفية ومنتجاتها الوفيرة . نعم قد بدأت نفحات الخريف مبكرة لهذا العام وعلينا واجب التبكير لاستقبالها في جميع المجالات التي ذكرت وغيرها مما هو معروف ومعلوم لدى الجميع. إن الخريف نعمة من الله وخير وبركة على الناس، فيه تروى الارض لتزرع وتخضر مبهجة وسارة لنا وخافضة لدرجات الحرارة التي عانى الناس منها المتاعب بالآونة الأخيرة فانعم الله عليهم بهذه البداية المبكرة لهطول الامطار التي نزلت علينا برداً وسلاماً دائم بإذن الله جل شأنه. وإذن يصبح علينا واجب الإهتمام الفاعل للاستفادة القصوى من أمطار الخريف. فان وفرة له الجهات المعنية بالدولة كل متطلباته واجتهد الجميع للحصول على خيراته قطعاً ستكون الفوائد كبيرة وعامة وبخاصة أن الطرق بين الولايات قد رصفت وعمرة وتعبدت وأصبح الوصول لكل ولاية وما بداخلها ميسوراً بعد سفلتت تلك الطرق والممرات بعكس ما مضى حيث كان يطلق المثل القائل «بيجي الخريف واللواري بتقيف». اما الآن وبعد شق هذه الطرق المتفرعة والممتدة بين الولايات فما في لواري او عربات بتقيف. فالأمور أصبحت كلها سهلة ومترابطة بين بعضها البعض وفي هذا كامل التشجيع لمسارات الزراعة المطرية والتحركات الولائية، ولابد لنا من أن نؤمن على ذلك من أجل الفوائد القصوى من أمطار فصل الخريف الماثل الآن. ثم ماذا بعد؟ ماذا بعد الحديث عن الزراعة الخريفية المطرية وأهمية كل مناخاتها وأراضيها المروية المفيدة للعباد والبلاد. بعد هذا لابد لنا من أن ندلف على هذه الولاية الخرطوم التي واضح عن انها خلال كل فصل خريفي تغرق في بحور من مطبات المياه التي تغطي شوارعها وتعطل حركتها من راكبين وراجلين بسبب إغلاق مجاري تصريف المياه المتوسطة لقلب العاصمة الخرطوم الشيء الذي يشوه وجهها كعاصمة للبلاد يحضرها الغاشي والداني من الداخل والخارج، ولكي نبعد ونوقف هذا التشوه يجب على الجهات المعنية في المحلية وإدارات الطرق والجسور أن تلتفت لهذا منذ الآن وأن تعمل لتلاقي هذا الخلل الذي تعاني منه هذه العاصمة عاماً بعد عام إبان فصل الخريف ويعاني الناس من تعطيل مساراتهم والمعطلة لأعمالهم وانتاجياتهم في جميع المجالات. إن تلك المجاري والمصارف للمياه تبدو الآن واضحة ومغلقة الشيء الذي يوجب تحرك تلك الجهات لصيانتها وفتح مداخلها المؤدي لإنسياب مياه الأمطار قبل أن تمتليء بها وتطفح للشوارع المعطلة للمسارات، كما أسلفت ويتألم الناس. ومرحباً ببشريات تبكير الخريف.