الكل الاجتماعي المكون للسودان, اجزاء قبلية متعددة , ضاربة الجذور, متشابهة الاعراف, متوافقة القيم, يربطها الود والتسامح, وعدا ذلك استثناءات, اوجدتها إنفعالات وإفتعالات سياسية فجة قد تتواري, ولا يتعدى اثرها حدود حيز هذه المرحلة القلقة التي إتسمت بالتوهان والتعثر . هذه التعدادت القبلية تداخلت إجتماعياً وثقافياً عبر مراحل متعددة ومتنوعة, شكلت ملامح قطر واحد نعيش كنفه الآن.الفكر الاستعماري كان اهم تلك المراحل ,عمل هذه الفكر الانتهازي البقيض علي تفتيت اللُحمة الوطنية, لضمان هيمنته وإحكام قبضته, عبر تجيش وتعبئة الشعور القبلي,بعون وشهادة قلة, قبضت ثمن ذلك فتات لا يثمن ولا يغني عن جوع,ورغم هذا السقوط الوطني للبعض, ذاك الفكر لم يبحر بعيداً في تحقيق جل مراميه , حتي وجد التوجه الوطني الطليعي الذي بزق فكره آنذاك, يصده ويوقفه عند حد الخطوة الاولي, ودحض محاولاته المخططة في فرض الهوية القبيلية بدل الهوية السودانية. مخططات وجدت مصدات لم تفسح لها متسع الافق للإنتشار, والحس الوطني كان يرفض الإجابة لاي سؤال عن القبيلة كمحدد لهوية المواطن ,وانا سوداني كان نغم يرقص علي إيقاعه الجميع, وكادت ان تأفل نعرة القبلية, دون اسف, وتأكد جلياً أن التناحر والعصبية القبلية, نكسة وتمادي يورد المهالك, ووضح أكثر00إنه اهون للمرء أن ُيفرِق البحر من مائه, من أن يجعل الاخرين يدينون ولاءاً لقبيلته, فالخلائق مجبولة علي النقص والكمال والتتمة لله . صمد هذا الوعي الوطني الطليعي طويلا, في نبذ الهوية القبلية كمحدد وطني بدل السودانية, لحقب طويلة في وجه اعتي الدكتاتوريات قبضة للحكم في البلاد, عبر مرحلتين سالفتين لهذه التي نعيشها, دون أن تلوح ادنى ملامح للنكوص, ولكن في غفلة وعلي مشارف مرحلة قضة كانت تريد منا فقط الصبر والاناة لتنضج ويقوى عودها, باغتتها صياغات متفلتة الاُطر, تائه المراجع, اخطأت في قراءاتها كل وقائع ومفردات ما حولها. لتعيدنا لظلمة كان الظن بها, أنها افلة إلي الابد, واطلت القبيلة برأسها من جديد كالفايرس, تسري اوصال كل القطاعات, خاصة قطاع الخدمة المدنية, التي كانت في السابق مثال يحتذى به كواحدة من انصع صفحاتنا القليلة, التي لا يتجرء احد المزايدة عليها, وارتهنت كل طموحات المواطن بقبيلته, وباتت منطلق, لاي خطوة للعبور نحو الطموح, وبها يتم الرضي, وبها تحدث الكراهية, وقسمت مقدرات الدولة كلها الي كانتونات جهوية تحت عناوين قبلية فظة, وسُنت قوانين مرادفة متفق عليها تحكم هذه الزلق الآسن, وتداعت كل القيم الوطنية, والاقتصادية, وبرزت مخالب الفساد تنهش البلد, بفعل التمترس القبلي. والسطو علي المال العام بات عملاً مباحاً تسقط جرمه الحمية القبلية ,والقائمون علي تطبيق القانون لا ينشطون, الا علي من ضل حظيرة هذه الحمية, عندها, تقام الحدود وتضرب الطبول هلم أن فلان قد سرق وأن علان قد غوى زوراً وبهتان,000 في حين أن كل الامر وما فيه إننا إنحدرنا الي درك محاذير ديننا الذي نتلفح به نفاقاً, ولا ناخذ منه إلا ما يحمي مصالحنا الذاتية والآنية وبتنا نقبع تحت طائلة ( إذا سرق الشريف تركوه وإذا سرق الوضيع اقاموا عليه الحد) إذا هلكنا, مالم نعد لجادة الطريق ونرد المظالم لاصحابها الاحياء منهم والاموات, وعلينا أن نفيق وندرك انفسنا مبكراً, ولا يكون همنا وشغلنا الشاغل, الكوخ والرغيف, 000ولما لا!! ذاك حق مكفول, ولكن فيكن ذلك بالجد وندي الجبين عرقاً, قبل ألا يندي خجلاً, عندما تنكشف الظلمة, ويصبح الناس أمام الوطن سواء. [email protected]