وصلتنا رسالة مفعمة بالكلمات النابعة من فيض الدواخل من المراجعة الداخلية بالشرطة تصف لنا فرحة أحد الأفراد بنيل العميد شرطة محمد عبد الرحيم عبد الله وتكريمه من قبل رئاسة الجمهورية بوسام الجدارة - إليكم نصها - إذ قال أحس في هذه اللحظة أن كل تعبير مهماً أوتي من قوة، ويمكن أن يقال لوصف القامة العميد محمد، فكلمات كالسهم، الورع، الشجاع الكريم المفضال وغيرها على قوتها ودقة معانيها تبدو عادية لا تسمو إلى مدارج المعنى المراد، لكننا نقف عاجزين عن استحداث تعابير تترجم ما يجول في الخاطر وما تكنه القلوب وما تحمله النفوس من مشاعر فياضة بمعاني الحب والإعزاز والإجلال، وعندما نهزم أمام لغة عصية نعود لتلك الكلمات التي ضاع بريقها مع الزمن، فإن قلت عن العميد بصفاته إذا حاول أن أرسم صورة حقيقية كلمات حقيقية بعيداً عن التطبيل الأجوف، وربما القدر وحده رمانا به لينفخ الروح في هذه الكلمات التي كادت أن تموت، وصارت رخيصة نمنحها لغير أهلها كذباً وبهتاناً، فالكرم الذي صار طعاماً تبذله له لغير مشتهيه، أو مالاً تتبرع به في المجامع لتسويق الذات الفانية والوجاهة فهذا ما لم يرد على بالي ولا عنيته بل، أريد ذاك الكرم الذي يعرفه أهل الحاجات حين الملمات كالبلسم للجريح جرعة دواء وإن عزّت، ولقمة كسرة وإن استمرأت أنا أحاول جاهداً التعبير عنه، فقد عزّ أمثاله في زماننا هذا، ربما قابلك الكثير من الخبراء الأفذاذ الذين عرفوا مهنهم وأتقنوها، وحتى لا أبدو وكأنني أتحدث عن إله منزه أو رسول معصوم أقول إن الذي أحدثكم عنه رجل يأكل الطعام ويمشي في الأسواق يخطئ ويصيب ويبحث عن الطمأنينة في المال والولد، تضحكه الدنيا أحياناً، وتبكيه كسائر خلق الله، ولكنها قط لم تستطع أن تكسره يوماً أو تلين من عزيمته أو تحيده عن جادة الطريق والزمان، يعوجّ ويستقيم، والذي أصفه لم تغيره سنوات الشدة أو تغرّ به أيام الرخاء، كقطعة من الذهب الخالص تحتفظ ببريقها دائماً وتأبى أن يعلوها الصدأ، وهذا هو جوهر معدنه، أعلم علم اليقين أن الإطراء وإن صدق هو أسلوب بغيض على نفسه، ولكن أقول ما أقول ككلمة حق لزاماً عليّ قولها وأحاسيس كان لابد أن تجد لها منفذاً، بهذه المناسبة لا أملك إلا أن أشكر رئاسة الجمهورية أولاً لإتاحتها لنا هذه الفرصة الطيبة لنعبر فيها عن مكنون دواخلنا، وثانياً كونها هدتها بصيرتها الانتقاء رجال جديرين بهذا التشريف، وغني عن القول أنه تكريم للقيم النبيلة والأخلاق الفاضلة وحثّ للآخرين لانتهاج المنهج نفسه وطرق الطريق ذاتها وامتثال هذه القيم واستصحاب هذه المعاني. خليل أحمد يس ٭ تعقيب نسأل الله الكبير المتعال أن يتقبل الأعمال ويجعلها خالصة لوجهه الكريم ونسأله الفوز برضوانه والنجاة من النار، وصلى الله على سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم والله المستعان.