٭ اصبحت حفلات التكريم في الخرطوم موضة وتقليعة جديدة، وما أن يسدل الليل سدوله حتى نتفاجأ بحفل ساهر يتطوع بالغناء فيه بعض المغنين، وسط لمة المدعوين وصخب الموسيقى ولافتات الاعلان البراقة تكريم رجل البر والاحسان أو تكريم رجل الانجاز والاعجاز أو تكريم الوجيه النبيل وفي كثير من هذه الحفلات تسقط على البعض صفات ليست فيه، فكم من رجل (بر واحسان) كرمناه لا علاقة له بالبر والاحسان لا من قريب ولا من بعيد وكم من (رجل انجاز) قلدناه بوشاحات التكريم وسط عدسات المصورين واحتفاء الناس وهو لم يقدم إلا الاخفاق تلو الاخفاق، وكم من رجل كرمناه وقلنا فيه كلمات ليست كالكلمات وجيه ونبيل وهو ابعد عن الوجاهة والنبل. وتذكرني هذه ببعض الاسماء الصفات فكم من كريم لا علاقة له بالكرم وكم من محسن لا علاقة له بالاحسان واذا كانت الاسماء أمنيات لم تتحقق فاننا لا نفهم بعض حفلات الكوكتيل التي تنظم في مساءات الصخب تكريماً لبعض من لا يستحقون التكريم. وأسوأ أنواع التكريم هو الذي ننتظر فيه المبدعين حتى يرحلوا ثم نضع على جثامينهم نياشين التكريم، وكان من الاجدر والاجمل أن يجدوا التكريم في حياتهم حتى يكون لهم التكريم حافزاً لمزيد من الابداع، والتكريم مبدأ انساني أصيل اذا تجرد من دواعي التملق وشبهات المصلحة الشخصية واختار من يستحقون التكريم. وأجمل حفلات التكريم هى التي تأتي بشكل عفوي وانساني ويتشرف كاتب هذا المقال بأنه قاد بعض المبادرات لتكريم من يستحقون التكريم وكانت أهمها تكريم جامعة العلوم الطبية للبروفيسور علي شمو وعندما كنت مديراً للعلاقات العامة والاعلام بتلفزيون الخرطوم قبل اكثر من عشرة أعوام نظمت مع الاستاذ عبد الوهاب الدرديري مدير تلفزيون الخرطوم الاسبق تكريماً للفنان الراحل ابراهيم عوض والفنان علي ابراهيم اللحو وعدد من رواد الصحافة الفنية ومنهم ميرغني البكري والنعمان على الله وود ابراهيم والراحل سليمان عبد الجليل. واذكر أننا اخضعنا مسألة اختيار الاسماء لكثير من التمحيص لأن التكريم ليس لعباً أو هظاراً بل هو استحقاق مهم للمبدع الاصيل في مجاله وللمؤسسة المتميزة وهو عنوان على التحضر ويوضح معاني الوفاء في أبهى صوره الانسانية. ولكن أن يقوم البعض بتكريم أى أحد في أى وقت وبلا مناسبة هذا امتهان لفكرة التكريم النبيلة وعبث بالقضايا الانسانية، وارجو الا يكون المجال مفتوحاً للغاشي والماشي ليكرم من يشاء على مزاجه بلا ضوابط أو معايير موضوعية، لابد من تنظيم أمر التكريمات التي تكرم ما لا يستحقون مثلما ارجو تنظيم أمر المنتديات في الخرطوم وموضوعاتها وتكريماتها. اننا للاسف الشديد نمنح في كثير من الاحيان نياشين للفاشلين بتقليدهم وشاحات التكريم وهم لم يقدموا أي استحقاق يستحقون عليه التكريم. آخر الدوائر ٭ أحدهم كتب في صفحة الزميل وليد كمال يكيل الشتائم للصحافة الفنية والرياضية وهو للعلم من أفشل الذين عرفتهم يكتبون في الصحافة الفنية وبعد أن لفظته الصحافة الفنية عاد ليكون مخبراً في صفحة الاقتصاد ولم يحقق أي رصيد ولم يتعرف عليه احد رغم أنه يكتب اسمه رباعيا وكأنه يريد ان يستخرج جنسية وغداً سيتحول للرياضية وسيكون الفشل نصيبه (موهبة مافي) اتوقع ان يتحول غداً (ليبيا نفر)! و(ألو كلم بابا)! آخر الأثافي أن المتصحف الذي لم يخرج من البيضة أصبح يقدم نصائح للصحافة الفنية (هذا زمانك يا مهازل فامرحي)!! ٭٭ المتصحف لقي نشر الأخبار (الاعلانية) وليس الاقتصادية ما جايب حقو. هذا المتصحف يدافع عن أولياء نعمته ويسبح بحمدهم وقال مبادئ قال!! (آه.. آه.. آه). ٭٭ نانسي عجاج تختار أسوأ توقيت لتدشين البوماتها الغنائية دشنت احد البوماتها في أربعينية رحيل والدها الراحل الموسيقار عجاج، وها هي تدشن البومها الأخير مع استشهاد شهداء الثورة في ليبيا (فعلاً موجه ليبيا وموجه نانسي). ٭٭ انتو المذيعة المستعجلة وهي تقدم برنامج (أفراح أفراح) في الاستطلاعات الخارجية حصلت مشوارها ولا لسه؟! ٭٭ فنان جاء إلى المسرح القومي على ظهر حصان وغداً يأتي آخر على ظهر عجلة وواحد طلع بونش (هذا مسرح العبث)!