تقع مدينة حلفاية الملوك على بعد 7 كيلومترات شمالاً من مدينة الخرطوم بحرى وهى تلى مدن العاصمة الثلاثة من ناحية عددية السكان والمرافق الحكومية من مدارس متعددة المراحل ومستشفى ومراكزصحية ومحلية وغير ذلك . ومن لايعرفها فهى موطن البروفسير / عون الشريف قاسم , والشاعر الملهم إدريس جماع والشعراء والآدباء محمد محمد على وابو هالة واللواء حسن بشير نصر وزير الدفاع أيام حكم الرئيس عبود عليهم رحمة الله جميعاً وغيرهم وغيرهم مما لا يتسع المجال لذكرهم . وهى المركز الرئيسى للانتخابات السابقة لترشيح السيد عبد الرحمن الخضر والى الخرطوم والسيد غندور رئيس أتحاد العمال والمطلع على كتاب المؤرخ محمد ابراهيم أبو سليم (تاريخ الخرطوم) يجد أن جل كلامه كان منصباً عن الحلفاية وأن الخرطوم لم تكن شيئاً مذكوراً . هذا ولا شك انه بمرور الأيام تضاعف سكان الحلفاية حتى ضاقت بهم دُورهم القديمة فأضطر الكثيرين منهم اللجوء للقرى المجاورة كالدروشاب والسامراب وأم القرى ليسأجروا سكناً لهم . وبعد المناشدات المتكررة للمسئولين فكرت مصلحة الأراضى والاسكان ولساننا يلهج بشكرهم , فكروا أن يمنحوهم قطع سكنية فى الاراضى شرق المدينة القديمة على أن يبدأ عمل اللجان فى الأحياء بمساعدة اللجنة الشعبية لكل حي على أن يمنح المتقدمون بدءاً شهادات سكن ومواطنة وإستمارة لملئها بالمعلومات المطولبة حتى إذا إكتمل العمل بكل الأحياء تنظر لجنة الاراضى بعد مقابلات شخصية في من يستحقونها منحهم القطع السكنية . هذا وبما أننى عضو اللجنة الشعبية – الحى الأول بالحلفاية ومن سكانها منذ المولد فقد لاحظت عند حضور لجنة الاراضى للحى أن 90% من المتقدمين للاراضى قد منحوا شهادات مواطنة وسكن وإستمارات وهم لا ينتمون للحلفاية إطلاقاً حتى تذكرت قول الآديب الراحل الطيب صالح (من آين جاء هؤلاء ؟) وقد علمت مؤخراً ولكننى لا أجزم ولا أملك دليلاً مادياً وإن بعض الظن إثم علمت أن بعض هؤلاء (الغرباء) دفعوا الملايين لحيازة تلك الشهادات غير أننى لا أستبعد ذلك والله وحده يعلم وهنالك بالتأكيد (الواسطات) من ذوى النفوذ بالدولة وبذا تكون النتيجة إستحقاق من لا يستحق والعكس تماماً . لذلك أقترح وخوفاً من عذاب الله ووخز الضمير ان تختار لجنة الاراضى عدداً من سكان الحلفاية الأصليين واللجان الشعبية لحضور المعاينات فهم أدرى بمواطنيهم وذلك للاشارة لمن هو من سكان الحلفاية ومن لاينتمى إليها حتى يعطى كل ذى حق حقه . والله من وراء القصد