للحصول علي العلاج بولاية القضارف اكثر من مشهد ، تتعدد المشاهد و(المعاناة ) هي قاسم مشترك في كل ، فالمستشفيات الريفية والمراكز والوحدات الصحية التي أنشاتها حكومات الولاية المتعاقبة من لدن شعار وزارة الصحة الاتحادية (توطين العلاج بالداخل) في عهد وزيرها الاسبق الدكتور احمد بلال عثمان وحتي شعار التغيير الذي رفعه والي الولاية السابق كرم الله عباس الشيخ ، فالشاهد ان كل تلك الشعارات والسياسات جعلت من المستشفيات والمراكز الصحية بقري ومحليات ولاية القضارف مباني بلا معاني ، فهي في الغالب الاعم مؤسسات علاجية تفتقر لابسط المعدات الطبية كما تشكو من انعدام الكادر الطبي والمساعد فيفر منها المواطن الذي انشات بغرض تقديم الخدمة له وتصبح بعد ذلك تلك المؤسسات الصحية مرتعا خصبا للماشية التي تذخر بها الولاية خاصة في فصل الخريف ، فنقص الكادر الطبي والمعدات جعلت معظم مواطني الولاية من محلياتها وأصقاعها النائية يتكدسون في حاضرة الولاية بمستشفي القضارف المركزي التي هي الاخري ليست افضل حالا من قريناتها في الريف ، فمعظم الاجهزة والمعدات الطبية التي تم استيرادها للمستشفي المركزي في عهد ما يسمي بتوطين العلاج بالداخل لم تعمل اصلا او تعطلت وذلك لضعف الكادر الهندسي المتخصص وسوء الاستخدام كما ان المشهد المألوف مغادرة سيارات الاسعاف لخارج الولاية صباح مساء في سبيل الحصول علي العلاج بل ان جميع المواطنين يضطرون للمغادرة خارج الولاية في حال طلب الحصول علي صورة الاشعة المقطعية لتعطل جهاز الاشعة بالولاية أماني ولكن : يري وزير الصحة بولاية القضارف دكتور موسي بشير موسي ان الحل في تخفيف الضغط الكبير علي المستشفي يكمن في تهيئة المستشفيات الريفية والمراكز الصحية بالمحليات ، ويقول في حديثه ل(الوطن ) ان وزارته ستبذل قصاري جهدها علي توفير المعدات والكادر الصحي للمستشفيات والوحدات الصحية في الارياف مؤكدا بانها ستكون اولويات الوزارة وهمها الشاغل ، لكن امنيات وزارة الصحة تقتلها السياسات وفقه الاولويات لوزارة المالية بالولاية المسؤولة عن تمويل المشروعات التنموية والخدمية في مختلف القطاعات فوزارة المالية بالقضارف قد قامت بسحب قرض بقيمة أكثر من خمسة مليار جنيه لصالح تشييد برج الثقافة بالولاية كان من الاولي ان تذهب هذه المبالغ والقروض لمشروعات ملحة في الصحة منها تشييد مستشفي لاطفال القضارف ، التي تعايش مستشفاهم الحالية اوضاع صعبة حيث يرقد اكثر من ثلاثة الي اربعة اطفال من مرضي سوء التغذية كما يعاني المستشفي من سوء الصرف الصحي الذي اعجز من يداويه علي الرغم من انه موضوع في ميزانية المشروعات التنموية المدرجة ضمن ميزانية الولاية للعام الحالي ، وهناك جهود مقدرة تبذلها ادارة المستشفي في عمليات النظافة وتسيير خدمات العلاج لكن هذه الجهود تقتلها ضعف الميزانيات وانعدام مشروعات صحية وعلاجية ذات رؤية للحل الجذري للمشكلات . معاناة لمرضي الكلي : أدت المتغيرات الاقتصادية بالبلاد والانهيارات التي اصابت الميزانية العامة للدولة لعجز كبير في تسيير مراكز غسيل وامراض جراحة الكلي التي تعتبر من الخدمات العلاجية المجانية بموجب قرار رئيس الجمهورية القاضي بمجانية الكلي ، وقد قامت وزارة المالية الاتخادية بتخفيض الدعم الشهري المقدم لمراكز الكلي بالولايات حيث تم تخفيض دعم مركز القضارف بنسبة (20%) في ظل ارتفاع كبير شهدته اسعار الدواء ، ويقول دكتور الفاضل بشير مدير مركز الكلي بالقضارف ل(الوطن) ان حكومة الولاية رفعت دعمها الشهري للمركز من (25-40) الف جنيه شهريا وديوان الزكاة من (5-10) الف جنيه شهريا ، مؤكدا بان مركز الكلي بالقضارف يشهد حالة من الاستقرار في تقديم الخدمات لكن هنالك معاناة تواجه المرضي ومعظمهم من الشرائح الضعيفة والاسر الفقيرة في الحصول علي الغذاءات بجانب مشكلة السكن والترحيل لان معظمهم يقطنون مناطق نائية بالولاية ، ويشيد دكتور الفاضل بجهود المجلس التشريعي لولاية القضارف والعاملين ببنك السودان المركزي الذين يقومون بتقديم دعما اجتماعيا شهريا لمرضي الكلي ، ويكشف مدير مركز الكلي عن نقص في ماكينات الغسيل حيث تبلغ جملة الماكينات العاملة (13) ماكينة منها عشرة للمرضي وواحدة توضع احتياطي للحالات الطارئة وماكينتان للعزل تخصصان لمرضي التهاب الكبد الفيروسي وفيروس نقص المناعة المكتسب منوها الي ان خمسمة ماكينات تعطلت عن العمل ، ويبين دكتور الفاضل الي ان ادارته اضطرت لتنظيم عمليات الغسيل للمرضي عبر ثلاث دوامات ودوام اخر احتياطي خلال الاربعة وعشرين ساعة ، واكدت ادارة التأمين الصحي بالولاية بانه رغم الازمة العامة للدواء والاثر السالب لارتفاع اسعار الدولار الا ان التأمين الصحي لديه التزام بتوفير الادوية المنقذة للحياة الخاصة بمرضي الكلي ، ورصدت الوطن توفر هذه الادوية بصيدليات التامين الصحي بالقضارف رغم انعدام بعضها في التامين الصحي . انفراج دوائي : اعلن المدير التنفيذي للتامين الصحي بولاية القضارف دكتور ابراهيم عبد الرحمن محمد عيسي عن انفراج ازمة الدواء بالولاية بوصول اكثر من (80%) من الحوجة المطلوبة للدواء حيث كانت الولاية تشهد انعدام اكثر من (165) صنف من الدواء ، وقطع ابراهيم في حديثه ل(الوطن) بتوفر معظم الادوية في صيدليات التامين بعد وصول كميات مقدرة من الدواء للولاية وبصفة خاصة ادوية علاج الملاريا والسكري والضغط والالتهابات والفيتامينات وغيرها من الادوية التي شهدت شحا في الايام الماضية مشيرا الي ان ادارته قد قامت بمخاطبة الشركات لتوفير هذه الادوية ، واعلن عن افتتاح صيدلية جديدة للتامين الصحي بالولاية بالمجهودات الذاتية للتامين الصحي ، وكشف مدير التامين الصحي بالقضارف عن توزيع (45) الف بطاقة تأمين بتمويل من وزارة المالية الاتحادية لدعم الشرائح الضعيفة في العشرين من الشهر الجاري بحضور وزير الدولة للرعاية الاجتماعية دكتور ابراهيم ادم ابراهيم ومدير التامين الصحي الاتحادي دكتور مصطفي صالح مصطفي ، مشيرا الي ان نسبة التغطية لخدمات التامين بالولاية بلغت (48%) وقال ان ادارته تشعي لاكمالها (50%) خلال العام الجاري ، وابان دكتور ابراهيم ان ادارته تقدم الخدمة عبر (17) مركز للخدمة الطبية المباشرة و(57) مستشفي ومركز للخدمة الطبية غير المباشرة ، منوها لالتزام التامين الصحي بتوفير الاطباء الاخصائيين بخاضرة الولاية والمحليات عبر برنامج استقطاب الكوادر النادرة . في انتظار مشروعات : وينتظر مواطنو ولاية القضارف انشاء خمسة مستشفيات جديدة وذلك من خلال القرض الكويتي المخصص لدعم الولاياتالشرقية الثلاثة عبر صندوق اعادة بناء وتنمية الشرق كما ان مجلس وزراء حكومة القضارف برئاسة والي الولاية المكلف الضو الماحي قد اصدر قرارا بتكوين لجنة لدراسة الحالة الراهنة للمستشفي ووضع الرؤية المستقبلية لها بغرض الوصول لمستشفي تخصصي متكامل وفق احدث التصاميم الهندسية وتوفير المعدات الطبية الحديثة والكادر الطبي المتخصص ، ولكن اعمال هذه اللجنة مازالت في طور الدراسة ولم تري النور بعد ، ليبقي الحال ان مستشفي القضارف التعليمي بحاجة لاعادة بعث جديد حتي يصبح جاذبا لانسان الولاية المهرول للعاصمة وخارج البلاد في سبيل الحصول علي العلاج ، وايضا من المشروعات المنتظرة والطموحة بالولاية مشروع مجمع طبي تخصصي متكامل تسعي ادارة التامين بالولاية لتنفيذه بالقرب من مستشفي الحوادث بعد ان اكملت الخطوات الاولية للمشروع بشراء قطعة ارض بقيمة (336) الف جنيه بتمويل من ادارة التامين الصحي الاتحادية.