يبدو أن الهجمة الشرسة التي واجهها الناقل الوطني «سودانير» لم تأت أُكلها خصماً على تاريخ هذا العملاق بقدر ما كانت اختباراً حقيقياً للخطوط الجوية السودانية فقد بدأت تبرز أوجه النجاحات في مواجهة الرياح العاتية فهذا الخطوط واجهت ظروفاً صعبة ولم ترحمها كل القطاعات سواء كانت الرسمية أو الشعبية وخاصة وسائل الإعلام التي لم تترك شاردة ولا واردة عن إخفاقات «سودانير» الا ورصدتها ولكن أصالة معدن هذه المؤسسة وبنيانها المتين الذي قامت عليه جعلها تتحدى الصعاب وتنهض من جديد مبشرةً ببعث امجادها بمواكبتها للتطور الكبير الذي طرأ على صناعة الطيران في العالم ولعل من دواعي السرور أن تتزامن بداية بعث «سودانير» من جديد أن تتزامن مع أفضل مواسم العام وأداء أفضل شعيرة تتوحد فيها قلوب المسلمين وتلفت نظر غير المسلمين لتوافد الحجاج لبيت الله ربما أن لهذه الخطوط من مكانة خاصة بدورها الذي تلعبه في هذا الموسم يبدو أن القائمين على أمرها بطاقم إدارتها الجديد جديرون بتبوأ سنام إدارتها مثل مديرها العام الباشمهندس عادل محمد أحمد يوسف وهو قديم ومن العاملين عليها ولكنهم جددوا عزيمتهم . بالمحافظة على هذا الإرث وتأكيد بأن هذا العملاق لن يوأد فالنجاح لموسم هذا الحج حتى الآن بنسبة قاربت 001% أكسبت هذه الموسسة إلا وهي الخطوط الجوية السودنية اكسبت المواطن السوداني الثقة بأن معشوقته «سودانير» عائدة لمجدها وتاريخها مصحوبة بعزيمة رجال لن تلين فنحن في «الوطن» بما لنا من علاقة وطيدة في متابعة ورصد خطوات عمل هذه المؤسسة رأينا من حقها علينا أن أن تقف على تجربتها لموسم حج هذا العام في البدء حيث جلسنا إلى المدير العام المكلف عثمان يوسف محمد ليحدثنا عن أداء الخطوط الجوية السودانية لموسم حج هذا العام حيث قال: نحن في هذه المؤسسة نعتبر الحج مسؤولية قومية وطنية لم يكن هدفنا منها يوماً من الأيام التربُح أو التجارة الحج مسؤولية إخلاقية وواجب ملزم لنا إرتبطت به هذه المؤسسة منذ نشأتها فتضع للحج ترتيبات قصوى بالتنسيق مع كافة الأجهزه ذات الصلة مثل الهيئة العامة للحج والعمرة وشركاء صناعة الطيران في الطيران المدني والجهاات ذات الصلة من الداخلية والجوازات والدفاع المدني وإدارة المطارات والسلطات الأُخرى فنقوم بورش عمل أثناء الموسم لمعالجة السلبيات ونحن في هذا الموسم الإهتمام بالحج بلغ ذروته حيث ترأس بعثة الحج المدير العام الباشمهندس عادل محمد أحمد وظل مرابط حتى الآن بالمملكة العربية السعودية كما لدينا غرفة عمليات في الخرطوم ممثلة فيها كل إدارات التشغيل ولها أفرع في جدةوالمدينةالمنورة وكانت الإستعدادات مبكرة ونجحنا في تفويج الذهاب بنسبة قاربت 59% واستأجرنا طائرات ذات سعات عريضة «الإير بص» خصيصاً لهذا الحج وبدأنا رحلة الإياب بنفس معدل الإنضباط حتى الآن فجر اليوم أي «أمس» نفذنا 05% من رحلة العودة ونتوقع أن تنتهي في مدة أقصاها عشرة أيام أي بعد 5 أيام من الآن بواقع 7 رحلات يومياً كما تم تفويج حجاج الولايات ومنها الفاشرنيالا الأبيض بورتسوداندنقلا مروي كسلا والدمازين وعاصمة دولة جنوب السودان الوليدة جوبا والجدير بالذكر إ ننا اول شركة طيران تنقل الحجيج من الدمازين عبر الجو. المدير التنفيذي للخطوط الجوية السودانية الرشيد عبد اللطيف الذي ظل مرابطاً بين مطار الخرطوم ومكتبه بشارع عبيد ختم إستطعنا أن نلتقيه في عجالة بمكتبه وظل مهموماً وأكد بأنهم لن يرتاح لهم بال إلا بوصول آخر حاج لمنزله وأختصر حديثه بأن إهتمامهم بالحج الدليل عليه ان يترأس السيد المدير العام البعثة ويظل مرابطاً حتي الآن بالجانب الآخر كما أن المدير العام المكلف عثمان يوسف يتّبع كل صغيرة وكبيرة لتنفيذ مهام حج هذا الموسم كما أكد بأنهم يتمنوا ان تتحدث عنهم اعمالهم ويقومون بتقييم تجربتهم هذه مع نهاية هذا الموسم لتلافي أي سلبيات الباشمهندس محمد نجيب محمد أحمد رئيس غرفة العمليات أكد أن عمليات هذه الغرفة موسمي ويتم الإختيار لهذه الغرفة خيرة الكفاءات ويتم تمثيل جميع الإدارات ومتابعة أداء جميع الوحدات المختلفة في عمليات تجهيز الطائرات وجميع الخدمات والخدمات المصاحبة لها والمسافرين وإجراءتهم في مرحلة الذهاب والعودة ونقوم بخدمتهم في الذهاب منذ وصولهم المطار وحتي صعودهم الى الطائرة وفي العودة و نقوم بخدمتهم حتى خروجهم من المطار وذلك بتنسيق تام بيننا وبين السلطات المختلفة. وفي هذا الموسم الأداء كان افضل وصالح الحجة كانت مريحة والتكييف جيد والرحلات مكتملة وهنالك بصات مخصصة تتوافق مع ظروف كبار السن ومستوى البصات عالي وهذه البصات مستحدثة و لنا تنسيق مع السلطات السعودية أما المشاكل التي تواجههم فهي في مرحلة الذهاب الحجاج لأنهم يذهبون في فترة تقارب ال54 يوم أما في مرحلة العودة فان الحجاج يرغبون في العودة في وقت واحد وهذا ما لا يمكن حتى لو توفرت الطائرات هنالك مشكلة الأجواء المبرمجة على كل الدول الإسلامية وبجدول محدد وحتى صباح الإثنين تم عودة 05% من تفويج الحجاج بلغ اكثر من سبعة آلاف حاج تمت عودتهم بواسطة رحلة 22 رحلة من جدة و9 رحلات من المدينةالمنورة كما تم تفويجهم الى الولايات وأنتهى تفويج حجاج دنقلاوالفاشر مباشرة وجاء في ترحيل بعثة حجاج الولايات كما تم ترحيل الأخوة من دولة جنوب السودان الذين التحموا مع إخوتهم الشماليين بالتهليل والتكبير وسيتم عودهم يوم الأربعاء القادم إلى جوبا وبهذا السرد نكون قد تطرقنا لأداء الخطوط الجوية السودانية لموسم حج هذا العام وبالتأكيد هذه نقطة بيضاء في صفحة الناقل الوطني تدعو للتفاؤل بإعادة أمجاده فهذه بمثابة دعوة لكل من يملك حس وطني بأن يدعم الناقل الوطني بذكر حسن السيرة والدعم بمختلف أشكاله والوانه من المسؤولين بالدولة وجهات الإختصاص حتى نقود «سودانير» حبيبة الشعب والسلام.