تحدثنا في مقال سابق عن فتوى زواج القاصرات الذي تناولته الدكتورة هند مأمون بحيري بوعي وإدراك في صحيفة السوداني الغراء، اليوم وصلتني رسالة من الدكتور إسماعيل علي من عطبرة متناولاً الموضوع من زواية أخرى نحسبها هامة وخطيرة، متمنين أن تتضافر الجهود من الجميع رجالاً ونساءً، فأمهاتنا منهم وأخواتنا منهم ولدينا البنات، فالمرأة كل المجتمع وليس نصفه كما يقول البعض، كما لا يفوتنا أن نناشد الأستاذة أميرة الفاضل وزيرة الرعاية والضمان الاجتماعي التدخل بقوة في هذا الموضوع. الأخ الكريم/ يوسف سيد أحمد صحيفة الوطن السلام عليكم: أوردت الصحف ما دار في الندوة التي نظمتها وزارة الإرشاد والأوقاف بخصوص زواج القاصرات، وعندما قرأنا ما تحدث به المتحدثون خرجنا من السوق بدون حمص. الآن دعونا نلج لهذا الموضوع من زاوية أخرى-م هنالك فرق بين بلوغ الحلم وبلوغ سن الرشد كما يلي: 1/ بلوغ سن الرشد: هو العقل والإدراك والتمييز، ويكتمل نمو العقل ومعه سائر أعضاء الجسم بالتئام الأجزاء الطرفية للعظام في سن الثامنة عشر وليس دونها، ويتم التحقق من ذلك بأخذ صورة أشعة لعظام الساعد، يشمل الكوع والمعصم وأصابع اليد، بالإضافة للحوض، ومن هذا يتضح أن بناء الجسم يكتمل في سن الثامنة عشر، وحينها يصبح الإنسان عاقلاً راشداً، وهي سن التكليف وتحمل المسؤولية. وقول أحد المتحدثين بأن ربط العقل بالزواج غير صحيح، نقول له لا زواج لمن لا عقل له، والله سبحانه وتعالى في القرآن خاطب عباده بالعقل. إن سن الثامنة عشر تكفل لصاحبها الزواج ونيل رخصة قيادة المركبات والالتحاق بالخدمة في دولاب الدولة والتجنيد في الخدمة العسكرية، وتخضع هذه السن للعقوبة الكبرى «الاعدام» في الجرائم التي تستوجب ذلك، أما دونها «فلا» سن الثلاثين تكفل لصاحبها الترشح لعضوية البرلمان، وسن الخامسة والثلاثين رئاسة الدولة، وسن الستين الإحالة للتقاعد عن العمل، سن السبعين في بعض البلدان لا تخضع لعقوبة السجن أو الاعدام. 2/بلوغ الحلم «الإناث» العلامة الأساسية نزول الطمث، العلامات الثانوية نمو الثدين وشعر العانة والإبط. «الذكور»العلامة الأساسية الإمناء، العلامات الثانوية نمو شعر العانة والإبط وبحة الصوت. بلوغ الحلم قد يكون مبكراً، خاصة عند الإناث، وقد تم رصد بلوغ الحلم عندهن في سن العاشرة، ولكن عادة ما يبدأ في سن الرابعة عشر وما فوق، أما عند الذكور فيبدأ غالباً في سن السادسة عشر، إن بلوغ الحلم مرتبط بعوامل عدة، منها وجود أو خلو الجنس من الأمراض المؤثرة على إفرازات هرمونات الرجولة والأنوثة، وهنالك عامل التغذية والعامل الوراثي، هذه الفترة تسمى بفترة المراهقة وهي فترة عبور من الطفولة إلى الرشد، حيث ينشط إفراز هرمونات الرجولة والأنوثة، وتتميز بتغير المزاج والاهتمام بالمظهر والشخصنة، ويتوجب على أولياء الأمور في هذه الفترة المراقبة اللصيقة وإسداء النصح. مما ورد أعلاه نفهم أن كل من هو دون الثمانية عشر عاماً يعتبر طفلاً، ويخضع لقانون الطفل، كما هو معمول به في معظم الدول، إن بلوغ الحلم ليس معياراً للتكليف وتحمل المسؤولية، إنما المعيار هو بلوغ سن«18» عاماً حيث يكتمل نمو أعضاء الجسم. إن العفة لا تكمن بالزواج المبكر، إنما تكمن في التربية السليمة، فبدون تربية سليمة لا توجد عفة في أي مرحلة عمرية. إن زواج الطفلات منتشر في بلدان كثيرة وتحكمه عادات وتقاليد قبلية تجسد سطوة وهجمة الرجل على المرأة. وختاماً أقترح عمل ورشة لمناقشة هذا الموضوع تضم بجانب رجال الدين علماءً في مجال علم نمو الأجنة والعظام والفسيولوجي وعلماء الغدد الصماء وأمراض النساء والتوليد والطب النفسي وعلماء البحث الاجتماعي ورجال التربية وقضاة محاكم الأحوال الشخصية وغيرهم؛ حيث تكتمل الصورة. د/إسماعيل علي«عطبرة».