الشرطة الشعبية والمجتمعية إنها واحدة من الأفكار المتفردة، فهي تجربة أنموذجية في العالم بأسره قبل أن تكون في المنطقة العربية والإفريقية؛ تقوم بمهام مزدوجة ومستمرة في حالتي الحرب والسلم، بجانب دورها في المرابطة والتأمين ومجابهة الكوارث، فهي بذلك تضع لنفسها تاريخاً خالداً لتعاقب الأجيال؛ لأنها تجربة زاخرة بالمشاركة الشعبية ومشروعاتها، خاصة الموجهة صوب المجتمع، والأمنية التي شارك فيها المجتمع بفاعلية، فاصبحت تجربة متميزة، استطاعت لجانها المجتمعية عبر أهدافها من رفع الوعي والحس الأمني للمواطن مع بث الطمأنينة في المجتمع، وعملت على تعزيز جسور الثقة بين الشرطة والمجتمع، بل فعّلت قيم التكافل الاجتماعي والتواصل وواصلت برامجها في مساعدة ذوي الحاجات الخاصة والشرائح الضعيفة أن لجان الشرطة المجتمعية فلسفة أمنية تهدف إلى مشاركة جديدة تعين الشرطة والمجتمع في التعرف على المشكلات الاجتماعية وإيجاد المعالجات اللازمة لها، وبمعنى آخر هي المنظور الجديد للعمل الشرطي الذي يسبق الحدث الأمني، ويقوم على المعلومات التي من شأنها المساعدة في وضع المعالجات لجميع المشكلات السالبة في المجتمع، وهي بذلك تمثل قادة العمل الأمني بالأحياء، والحلقة الأولى في العملية الأمنية، وها هي تحتفل بميلادها العشرين ليس ضجيجاً صاخباً، وإنما إنجازات تلو إنجازات، تحكي عظمة العطاء، ودماء طاهرة صعدت عنان السماء، وعقول عملت بكل همة ووفاء جابت أنحاء الوطن تمهر الخير والسخاء، شاركت الجميع بكل تجرد فاق الأوصاف، فحقاً علينا مبادلتها الود والصفاء، نعم ستظل الشرطة الشعبية والمجتمعية سنداً وعوناً لقوات الشرطة في جميع واجباتها، وأمناً ورباطاً مستمراً، فالتحية والتقدير للأخ وزير الداخلية ومدير عام قوات الشرطة ونائبه، وكل القيادات التي جعلت الاهتمام بأمر الشرطة الشعبية والمجتمعية من صميم عملها، والتحية والتقدير لكل المدراء والمنسقين المتعاقبين على قيادة الشرطة الشعبية والمجتمعية، نأمل أن تدرس تلك التجربة على الجامعات العربية وفي المحافل الإقليمية والدولية يشهد العالم بأن السودان ما زال بخير رغم تكالب الأعداء بعض إدارات ووحدات الشرطة تحتاج لمراجعة في إجراءات السلامة ووضع طفاية الحرائق على الجدران من أبجديات تخفيف الضرر والله المستعان.