تتسم الأزمة الأمنية بالأتي: 1 التهديد: ويشير للأخطار والأضرار التي تهدد أبعاد المجتمع المختلفة وبخاصة البعد الأمني. 2 المفاجأة: وتعني حدوث الأزمة الأمنية بشكل مباغت من حيث الزمان، والمكان، والوقت. 3 ضيق الوقت: ويبين الدور المهم لعنصر الوقت في التصدي للأزمة الأمنية ومواجهتها. وانطلاقاً من ذلك تأتي أهمية هذا الموضوع في التعرف على الأزمة الأمنية، وأهم العناصر الواجب إتخاذها لمواجهتها، وكيفية التعامل معها، والحد من الأضرار الناتجة عنها، وأهمية إتخاذ الخطوات ووضع الخطط الضرورية لرقابة المجتمع أثناء الأزمات الأمنية. الأزمة الأمنية هي عبارة عن حدث، أو خطر، أو مشكلة، أو موقف، أو قوة قاهرة تحدث فجأة وبشكل مباغت وفي وقت قصير، وتترك أحداثاً وأثاراً سريعة ومتلاحقة، تهدد جوانب المجتمع وأبعاده وخاصة الجانب الأمني، وذلك مما يؤدي لحدوث صدمة وارتباك وخلل في سير الحياة، يعرض النظام الاجتماعي للخطر والتهديد، وذلك مما يقوض الأمن والطمأنينة. الأزمة موقف مفاجيء يصيب المجتمع أو بعض جوانبه السياسية، أو الاقتصادية، أو الأمنية، مما يؤدي إلى حالة من الارتباك والفوضى وعدم التركيز، الأمر الذي قد يصيب متخذ القرار بعدم القدرة على السيطرة على الاحداث والتحكم في مجرياتها، وحددت الأزمة من المنظور الأمني بأنها حالة طارئة ومفاجئة، تنذر بخطر يهدد الدولة أو إحدى مؤسساتها، مما يتوجب عليها ضرورة التصدي والمواجهة بقرارات رشيدة وسريعة، على الرغم من ضيق الوقت وقلة المعلومات.تعرف إدارة الأزمات بأنها الوسائل والاجراءات والأنشطة كافة، التي تنفذها الدولة، أو الجهة، أو المنظمة، بصفة مستمرة في مراحل ما قبل الأزمة، وأثنائها، وبعد وقوعها، بهدف منع وقوع الأزمة ما أمكن، ومواجهتها بكفاءة وفاعلية، مما يؤدي إلى تقليل الخسائر وتخفيف الأثار السلبية وإزالة الأثار النفسية.إن إدارة الأزمة بوجه عام، والأزمة الأمنية بوجه خاص تحتاج لإتخاذ بعض الاجراءات التي تتمثل في مرحلة ما قبل الأزمة وتتم فيها معرفة المؤشرات الدالة على حدوث الأزمة لإتخاذ الخطط والاحتياطات لإدارة الأزمة، وفي مواجهة الأزمة يتم اتباع الأسلوب العلمي في عملية المواجهة، من خلال دراسة الأزمة ومعرفة طبيعتها وإتخاذ أنسب القرارات لمواجهتها، وما بعد الأزمة يتم العمل على تقليل الخسائر والأثار السلبية ومدى ملاءمة القرارات التي أتخذت لمواجهة الأزمة، ومعالجة الأزمة تمثل نقطة في غاية الأهمية للتعاون والتنسيق لتنفيذ الخطط الموجودة لمعالجة الازمة وأثارها. إن إدارة الأزمة تحتاج للتوجيه والتنسيق، بحيث يكون هناك إشراف دائم لمتابعة سير إدارة الأزمة والعمل على التنسيق بين الادارات المشاركة في مواجهة الأزمة حتى تتكامل الجهود في احتواء الازمة، حيث أن متابعة الأزمة واتجاهها والتعرف على أفضل أسلوب لمواجهتها له دور مهم في تفعيل التعاون والتنسيق بين الجهات التي لها صلة لمواجهة الأزمة.يمثل التحكم في الزمن- واستغلاله أفضل استغلال- أحد العوامل المهمة في إدارة الأزمة وذلك لأن ضبط عنصر الزمن يؤدي إلى تقليل الأخطار والأضرار المترتبة على الأزمة والعمل على علاج خسائرها، حيث أن هذا يشير إلى أهمية المعرفة الكاملة بالطرق التي يتم التعامل معها في الأزمة، إذ أنه الطرف الحاسم في السيطرة على زمن العملية «مثال ذلك احتجاز رهائن أو خطف طائرة»، إن كفاءة إدارة الأزمة تتطلب التحكم في زمن تنفيذ مواجهة الأزمة وتجنب استطالة الزمن، وهذا ضروري لخفض تكلفة العملية سواء أكانت زمنية أو بشرية في تأخير تنفيذ العملية في مواجهة الأزمة، وتجنب استطالة الزمن وهذا ضروري لخفض تكلفة العملية سواء أكانت زمنية أو بشرية في تأخير تنفيذ العملية في مواجهة الأزمة في زمن أدائها لما له من أثار سلبية على نتيجة العملية، لأن ذلك يحد من فاعلية كفاءة العملية، لذلك فإنه من الضروري العمل على خفض زمن العملية. لقد أثبتت التجارب أن الارباك الذي تحدثه الأزمات والكوارث، والذي تزداد حدته مع جهل المواطن فيما يمكن أن يفعله أو لا يفعله، كان في الحقيقة مصدر إزعاج للسلطات الرسمية وتقليلاً من قدرتها في مواجهة الأزمات، إذ أن المواطن يصبح بجهله وارباكه عبئاً على تلك الجهات بدلاً من كونه عاملاً مساعداً في المواجهة. لهذه الأسباب فلابد من وضع خطط توعوية تهدف إلى إيضاح ما يجب على المواطن عمله، وما يفترض عليه تفاديه مع تعويده على إشارات الإنذار المختلفة بنغماتها المتعددة التي تستخدم حين وقوع الكوارث.ومن جانب آخر يجب إعداد خطط محكمة للتعامل مع القضايا الإعلامية أثناء الأزمات. تعتبر الأزمة نتاجاً لخطر أو قوة قاهرة تحدث بشكل مفاجيء في مدة قصيرة، وأحياناً تكون طويلة، وهي قد تصيب جانباً أو عدة جوانب في المجتمع، وقد يكون الجانب الأمني فتحدث ارتباكاً وفوضى تهدد النظام الاجتماعي والاستقرار المجتمعي مما يتسبب في حدوث أزمات أمنية. وتشتمل عناصر إدارة الأزمة على التخطيط لمواجهة الأزمة، حيث يشتمل التخطيط على الخطوات المتبعة للوصول إلى أهداف مرغوب في تحقيقها، والتخطيط قد يؤدي للوقاية من الأزمات أو على أقل تقدير يقلل من أثارها السلبية، ثم يأتي عنصر التنظيم من خلال وضع نظام للأدوار، بهدف تحقيق مواجهة الأزمة وحسن التعامل معها في ضوء الإشراف والتوجيه المستمر لاتجاه الأزمة واتباع الأسلوب الأنجع لمواجهة الأزمة في وقت مناسب لإدارة الخطط المعدة لإدارة الأزمة.يلي ذلك عملية تقييم الكفاءة التي تمت بها إدارة الأزمة، للتأكد من أن التنفيذ جاء متمشياً مع أهداف الخطط المعدة مسبقاً. مدير إدارة المباحث الجنائية المركزية- سابقاً