[email protected] هنالك مثل سوداني مشهور يقول: (دجاجة الحلة طردت دجاجة البيت)، فقد يقوم أحدهم بإستغلال ظروف معينة بطردك من منزلك أو بالإستيلاء على أموالك هذا أمر غريب وشاذ ولكنه يحدث فعلاً.. فقد يعمل أحدهم بمتجرك ثم يستغل ظروف مرضك مثلاً وبمرور الوقت يدعي ملكية المتجر.. هناك من يقوم بإستئجار منزل فيقوم بإجراء إصلاحات معينة في منزلك ويدعي أنه يمتنع عن دفع الإيجار لإستيفاء إستحقاقاته التي قام بها لإصلاح المنزل وقد يعجبه الحال فيمتنع نهائياً عن سداد الإيجار ويقوم بتوكيل محامي للدفاع عنه وقد تأخذ القضية سنوات عديدة وقد تضطر الى إرضائه بإغرائه بمبلغ محترم من المال حتى يتخارج ويترك لك منزلك وقد تكون من المحظوظين أن فعل ذلك، هذا يحدث كثيراً في الحياة العامة للناس.. أما في الحياة السياسية فعند ظهور حركة الإستعمار فقد أعجب الأوربيين بمناخ جنوب أفريقيا فتحولت حركتهم الإستعمارية الى حركة إستيطان وأقاموا دولتهم وأعلنوا إستغلالهم من بريطانيا من جانب واحد ومارس الرجل الأبيض سياسة (الفصل العنصري).. فأصبحت لهم مدنهم الخاصة لا يحق لسكان البلد الأصليين من الذنوج دخولها إلا بتصريح من الرجل الأبيض . في الولاياتالمتحدة وبعد هزيمة الهنود الحمر وطردهم من أراضيهم مارس الرجل الأبيض سياسة (التفرقة العنصرية) فأصبح للبيض مدارس وجامعاتهم وبصاتهم ومطاعمهم التي لا يدخلها الذنوج أبداً بل وكان محرماً على هؤلاء السود الإدلاء بأصواتهم في الإنتخابات بحجة أنهم غير متعلمين . أنتهى كل ذلك الآن بفعل مقاومة الزنوج في جنوب أفريقيا لسياسة الفصل العنصري بقيادة نلسون مانديلا الذي ظل سجيناً في سجون الرجل الأبيض قرابة الثلاثين عاماً رافضاً إطلاق سراحه مقابل الكف عن نشاطه السياسي . أنتصرت إرادة الزنوج في جنوب أفريقيا وأصبح نلسون مانديلا أول رئيس أسود في تلك البلاد، كما أنتصرت إرادة الزنوج في أمريكا وأصبح (مبارك حسين ) باراك اوباما أول رئيس زنجي في الولاياتالمتحدة كما أنتصرت إرادة الأفارقة في زمبابوي متى تنتصر إرادة الفلسطينيين في بلادهم فيطردون دجاجة الحلة من منزلهم؟!. ٭ واهم من يتصور أن حل مشكلة الجنوبيين تنتهي بإعطائهم المديريات الجنوبية سابقاً بلداً لهم .. لقد نالوا ما يريدون فأصبحت لهم دولتهم وعلمهم ونشيدهم سافر الكثير منهم إلى (بلده) ماذا حدث بعد ذلك ؟ تفاقمت الخلافات بين الدولتين الشقيقتين حول الحدود أكثر من عشرة مليون مواطن يعيشون في حدود مشتركة تبلغ أكثر من الفين كيلو متر لا تعترف مصالحهم بتلك الحدود يتحركون شمالاً وجنوباً حسب ظروف معايشتهم يختلطون فيما بينهم لا نكاد نفرق في مناطق التماس بين الشمالي والجنوبي، سعى قادتهم وبقوة لإقرار الحريات الأربع بحيث يكون للجنوبيون حق الإقامة في الشمال والعمل والتنقل والتملك هذه هي حقوق المواطن الشمالي في بلده يريد الجنوبيين أن يشاركوه تلك الحقوق ولماذا انفصلوا إذاً؟ كما أنهم يريدون الجنسية المزدوجة بحيث يكون للجنوبي بجانب جنسيته جنسية الشمال.. إذا كان الأخوة الجنوبيون يريدون كل تلك الحقوق فلماذا الإنفصال؟ كما ذكرنا من قبل ؟ أثبتت التجارب والأحداث بأن خير حل لمشكلة الجنوب هي في عودته إلى أحضان الأم الرؤوم التي ما بخلت عليهم في شئ ليعود السودان دولة واحدة بنظام حكم فيدرالي أو كونفدرالي . أما إذا أراد ساستهم أن تكون دولة الجنوب مثل إسرائيل فليستعد الطرفان لمشاكل لا تنتهي أبداً . إن أمر الجنوب والشمال أشبه بزوجين تعذرت معيشتهما معاً . أنفصلا إزدات المشاكل بينهما في حدتها لجأ للقضاء كل يريد حقه يحتاج ذلك إلى وقت والإستماع لكل طرف والشهود ... الخ اتفق الزوجان فيما بينهما إلى العوده للحياة المشتركة معاً.. هناك يستطيعان حل المشاكل العالقه بينهما دون تدخل من أحد .