يقول خبراء الإدارة والتربية إن أية مؤسسة لا تخدم مجتمعها فاشلة، وقد برهن الأخوة في جهاز الأمن والمخابرات، البيان بالعمل وجعلوا من الجهاز توفير الأمن والطمأنينة والسلامة قبل كل شيء، فأصبحوا كتاباً مفتوحاً في خدمة المجتمعات، وآخر أعمالهم إستاد الموردة العتيق، الذي كاد إهماله أن يطيح بالموردة من الدوري الممتاز، وهي المشهورة «بالموردة بتلعب» وتعجبني جداً خياراتهم للبنيات التحتية للشباب هم الأغلبية من البسطاء خاصة، بحكم أن إستقرار الشباب هو إستقرار الأمن وأنا ممنون لتركيزهم على هذه الشريحة ومن أماكن مهمة، وقد أهملنا هذه الشريحة المهمة في ظل العولمة وتقنياتها التي كل يوم هي في شأن جديد، وقد أهملنا مواقعها الإباحية التي نقلت ثقافات دخيلة على مجتمعنا، بل وزاد الطين بلة بغزو شبابي قهراً باللجوء والهجرات المفتعلة والطبيعية، إن إنحياز الجهاز للأغلبية الساحقة من البسطاء، من أبناء شعبنا وتقوية بنياتهم الأساسية وشغلهم بما هو مفيد، يؤكد لكل العالم أن الجهاز له رسالة ورؤيا وأهداف إستراتيجية قوامها الأمن والسلامة للمجتمع قبل التخابر والإصلاح قبل وقوع الجريمة وتجفيف منابعها. وإن إختيارهم لساحة الديوم الشرقية، له أسباب ومعاني وهو أن هذه المنطقة ظلمت كثيراً، ورموها بأشياء لم تكن فيها ولو لا أصالتها لعصفت بأهلها النعوت والأوصاف، أما الديامية فهي مفخرة لأهلها، وكلما ذكروا بها زادتهم تعتقاً، نفذ صبر أهلنا الديامة حتى على المكاره، ويكفي أن حكومة الفريق عبود رحمه الله قد بنت لهم هذه الساحة كأول ساحة في السودان في عهد الوزير الهمام الرياضي المطبوع المرحوم سعادة اللواء (م) محمد طلعت فريد، وإبان فترة الأخ المرحوم الرياضي المهول المرحوم محمد كرار النور أبو الناشئين ومراقب لشؤون الرياضة وهو رجل محب للديامة، وكان يدرك أن هذه المنطقة مصنع تفريخ الكوادر الرياضية الموهوبة من الإعلامين والإداريين والحكام والمدربين، وقد ذكرت الكثير منهم في مقالات سابقة، ولكن أذكر للمثال لا للحصر اللاعب الخلوق الموهبة الكابتن المرحوم سعد أحمد رحمه الله، ثم كابتن الفريق القومي كابتن شرف الدين أحمد موسى الذي لا زال عطاؤه مستمراً في تدريب الفرق القومية السنية، ومن الحكام الدوليين بابكر عبد الله والسر محمد علي، وأنا هنا أتحدث عن ساحة الديوم التي قدمت ثلة من الأولين والآخرين رحمهم الله أحياءً وأمواتاً والديوم الشرقية تزدخر بأبنائها الذين سموا وسميت بهم مواقع متقدمة في الدولة وعلى رأسهم الأستاذ العالم الهرم علي عثمان محمد طه النائب الأول، ولأصالة أبناء الديوم عندما يتحملوا أمانة أو تكليف لعامة أهل السودان «زي ضل الدليب يرمون بعيد» بالرغم من معرفتي بهم يدّهم لاحقة، وبالرغم من ذلك ناديت في عدة مقالات في هذا المكان موجهاً لهم نداء الديامة في أعمال كبيرة ، وها هو الأخ الورع التقي سعادة الفريق أول (محمد عطا المولى عباس) قائد جهاز الأمن والمخابرات الوطني الذي كان وما زال حريصاً على مواصلة أهله الديامة بالرغم من مشغولياته. وعندما قدمت له مذكرة تطوير ساحة الديوم وافق عليها فوراً . وهو يدرك أن الديامة أول ما التفوا حوله، ولايختلف أثنان حول تلك الساحة الشعبية، جاءت موافقته التي أدخلت الفرحة في كل بيت، ومجرد سماعهم الخبر ورؤيتهم لحجر الأساس التفوا شيباً وشباباً يتجمعون في الساحة لتأكيد الخبر وبعد أن تأكدوا أخذوا يعدون العدة للإحتفال بتدشين ضربة البداية ، وسوف تشهد أوائل شهر ديسمبر إلتحام الجماهير مع الجهاز لإعادة الأصالة والحضارة لأهلنا ورفع الضيم عنهم، والإهمال الذي صاحب بنياتهم الأساسية ومن ضمنها الساحة التي تحولت الى مراتع لكل ما هو ضال، وأصبحت ليلاً ملجأً للمتشردين وشاربي الخمور والمخدرات وأشياء أخرى، ومحل مبيت لكثير من الهائمين، وانتهز هذه الفرصة لدعوة كل أبناء الديوم صغاراً وكباراً رجالاً ونساءً وخاصة الشباب، فالساحة للجميع دون فرز وخيرها يفيض وتتسع لكل نشاط، وفي مقدمتهم اخوة آخرين على رأسهم د. كمال محمد عبيد ، د. عبد الرحمن الخليفة والسفير خضر هارون أحمد وشقيقه والفريق كمال علي صالح والفريق عمر جعفر محمد عثمان والفريق صلاح أحمد الشيخ وآخرين رحلوا أجساداً عن الديوم.. ولكن أرواحهم معلقة بها تراهم في أفراحها وأتراحها، فالديوم عزمت على النهوض والأمة تبنيها شعوبها. وإذا كان لي نصيحة أقولها لله، للأخوة الذين ظلوا يحومون بحمل الإشاعة، عندما تهب الديوم لمكاسب ما، إن جهاز الأمن والمخابرات الوطني، وابن الديوم محمد عطا المولى لايطمعون في ساحة الديوم وهم أكثر الناس معرفة لأهلها . وأدخلوا حجوركم فأهلنا قد ملوا الإشاعة بأنواعها وهم على قلب رجل واحد في الأمان والإطمئنان وأن الساحة في أيدي أمينة ونلتقي بإذن الله بعد أن تشمخ وتسمق بين أحياء الديوم . كل الشكر للجهاز ولابن الديوم الفريق وأبنائه الميامين في الجهاز ومن لايشكر الناس لا يشكر الله.. وختام مقالي أناشد كل أبناء الديوم في الناشئين وفي روابط الديم والمايقوما والشباب والمرأة والطرق الصوفية واللاعبين في شتى الأندية الرياضية في الأسواق وفي كل مكان الإلتفاف حول ساحة الديوم الشرقية.. وصدق إمام الأئمة وحبر الأمة الإمام الشافعي حين أشعر قائلاً :- في سوء الظن :- لا يكون ظنك إلا سيئاً إن سوء الظن من أقوى الفطن ما رمى الإنسان في محمصةٍ غير قول الظن والقول الحسن وقال في الاعراض عن الجاهل :- أعرض عن الجاهل السفية فكل ما قال فهو فيه فما ضر بحر الفرات يوماً أن خاض بعض الكلاب فيها وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ولي عودة بإذن الله المولي