في أمسية تعطرت برائحة الوفاء وبر الأبناء، وهم يتواصلون على خطى أبيهم الراحل، ويكرمون أصدقاءه، ويسيرون على درب عطائه ووفائه.. كانت رائحة الشواء تصارع رائحة الخيول التي أنجزت كأس البطولة، واستراحت في منصات التتويج. ووقف أبناء الراحل سيد أحمد خليفة بقيادة المدير العام يوسف سيداحمد يستقبلون الضيوف، وهم يكرمون «الرجل الخفي» محمد إسماعيل «مام» وهو يعتلي صهوة جواد اتحاد سباق الخيل.. وعلاقة عجيبة وساحرة تلك التي جمعت بين الراحل سيد أحمد خليفة والشاب الطموح الوثاب محمد إسماعيل. كانت صداقة في دروب الصحافة. وفي سوح أعمال الخير، وفي لم الشمل، وتقريب الشقة بين أبناء الوطن الواحد. وزاد المكان ألقاً وبهاءً بالحضور وتنوعه وصفويته، فقد كان حضوراً الحبيب عبد الرحمن الصادق؛ مساعد الرئيس الذي أشاع روح الشباب والحيوية وسط الحضور، واستطاع أن يمزج ما بين الاحتفاظ بالبروتكول والاقتراب من عامة الناس ومعايشة أفراحهم وهمومهم، وأحسب أن الحبيب عبد الرحمن يمضي إلى قلوب الناس ويجد قبولاً يجعل طريقه سهلاً. وكان حضوراً أيضاً معتمد الخرطوم؛ اللواء عمر نمر، الذي ما غاب عن ليلة من ليالي الخرطوم، فهو وسط أفراح الناس وأحزانهم، ولا أدري متى ينام هذا الرجل؟.. فهو في كل مكان من المحلية صباح ومساء. ورصع رؤساء تحرير الصحف وكتاب الأعمدة جِيد تلك الليلة، وهم يحاصرون محمد مام وأسرة الراحل سيد أحمد خليفة بحضورهم البهي ومشاركتهم وهم مجردون من سلاح الأسئلة، الذي كان يومها في ثبات عميق.. وجاء عبد الباقي الظافر وعبد الملك النعيم وأبوبكر الزومة ورحاب طه ومنى أبو العزائم وحياة حميدة وجمال عنقرة ومحمد عبد القادر وهويدا سر الختم ومعاوية أبو قرون ومحمد شيخ العرب وعثمان ميرغني والفاتح الأمين والدكتور المعز حسن بخيت المستشار الإعلامي لوزير الصحة بولاية الخرطوم، الذي فجر مواهبه في الحفل وأمسك بالعود حتى أن البعض تحسر لهذه الموهبة وهي تُحبس في جدران الوظيفة.. وتراص أهل سباق الخيل مرحبين بالحضور مأمون أحمد مكي عبده رئيس نادي العاصمة والذي عاصر سباق الخيل لأكثر من أربعين عاماً و،العميد شرطة عادل بلال الذي فاز مؤخراً برئاسة لجنة تنمية الموارد بالاتحاد العربي للشرطة مع العلم انه فاز بالمنصب عبر الانتخابات التي جدت بالدوحة في نوفمبر الماضي وهذا شرف للفروسية والشرطة والسودان.بالاضافة الي انه عاصر سباق الخيل لاربعين عاماً وحضر كذلك احمد عمر عبدالعاطي امين مال اتحاد الفروسية، وعبدالمنعم الامريكي سكرتير نادي العاصمة ود.الضوي عضواتحاد الفروسية ورئيس لجنة الطب البيطري، كذلك شرف الحفل المك حسن ناصر والذي عاصر السباق لأكثر من خمسين عاماً و رأفت عبدالرحمن بلة سكرتير اتحاد الفروسية ومحمد عبدالحليم عضو نادي الفروسية، وبابكر مختار وحسن مامون،وكذلك كان حضوراً عبدالله كاوبوي الذي دخل الفروسية بقصة مشهورة: حينما اتصل بالرئيس نميري عبر برنامج اذاعي وقال له انه يتمني ان يمارس الفروسية وما كان من نميري الا ان اتصل بمامون احمد مكي عبده وامرهم بان يقبلوا هذا الطالب وظل في الفروسية الي الان ومصعب احمد البشير نائب الرئيس السابق لاتحاد الفروسية و نصرالدين والمدرب السر جمعة كما كان حضورا شباب الفروسية يتقدمهم الفارس وليد بلال الذي حصد للسودان عدد من الميداليات الذهبية والفارس حاتم مام وشباب النهضة بقيادة الفارس محمد حيدر والفعيل وركشة حاصد الميداليات الذهبية ومحمد امير الشبلي وطلاب الصائغ وفارس السباقات عاطف محمود عبدالمنعم. رئيس تحرير «الوطن» ألقى كلمة رصينة قال فيها: إنهم اكتشفوا سر العلاقة بين أبيهم الراحل سيد أحمد خليفة ومحمد إسماعيل بعد وفاة والدهم، وأن الرجل الخفي ذلك اللقب الذي أطلقه رواد صالون الراحل سيد أحمد خليفة على محمد إسماعيل كان اسماً على مسمى؛ لأن محمد إسماعيل كان خفياً وهو يقدم الدعم والمساندة للجميع، وكان خفياً وهو يسارع في أعمال الخير دون ضوضاء، وبعيداً عن الكاميرات، وأبان رئيس تحرير الوطن بأنهم كأُسرة قرروا أن يحافظوا على العلاقة المتينة التي ربطت بين والدهم ومحمد إسماعيل باعتباره فرداً من أفراد أسرة سيد أحمد خليفة وها نحن باسم الراحل نكرمه بمناسبة فوزه في اتحاد سباق الخيل، وهو تكريم ومساندة ودعم له في مسيرته المقبلة. أما الفارس محمد إسماعيل، فقد قدم شكره لكل الحضور، وكشف أن سيد أحمد خليفة رقم كبير لا يمكن تجاوزه في الصحافة السودانية، وتمنى أن يرى جائزة سيد أحمد خليفة الصحفية واقعاً نعيشه حتى تتعلم منه الأجيال الصحفية. وفي ختام الحفل تفجرت مفاجآت من العيار الثقيل: الأولى حينما أمسك د. المعز حسن بخيت بالعود، وانتزع الأكف إعجاباً بصوته الطروب وإبداعه الفني. أما الثانية فكانت حينما قدم عادل سيد أحمد أغنية «لو داير تسيبنا» للرائع إبراهيم عوض؛ هدية لمحمد إسماعيل والحضور، وكانت ليلة المواهب المدفونة في عالم الصحافة.