رغم أن الاحتفال الدوري السنوي بميلاد الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي أمر تقليدي، لكن إخراج الاحتفال أمس بمنزله بالملازمين بصورة غير تقليدية واختار (صباحية إيها الجيل) عنواناً للحفل، وهو كتاب الإمام فضلاً عن حديث المهدي الذي يحوي الجديد والمثير دائماً.. كان هو الآخر معادلة أخرى بين العناوين المتعددة والدلات في زخم البرنامج الاحتفالي، فالإمام قال بوضوح وصراحه قولاً لم يسبقه عليه أحد وهو: إعداد كادر يخلفه على رئاسة الحزب. ويمهد المهدي لأكثر من خيار بديل له في الرئاسة، ويبدأ تدريب الكادر مع انطلاقة العام القادم، ورأى المهدي أن عطاءه حجب عطاء عدد من الكوادر بالحزب، ويترك المؤسسات تنتخب رئيساً من بينهم، ولذلك سوف يتفرغ لست مهام هي الفكرية، (السيرة بعنوان محمد رسول الإنسانية)، وتفسير للقرأن بعنوان (مقاصد التنزل ومرجع للتنمية البشرية) بعنوان (التنمية المحيطة) إلى جانب عمل استثماري وإنشاء معهد لدراسات الحوكمة وإنشاء أكاديمية رياضية والمناشط الدولية وإنشاء البقعة الجديدة بمسجدها ومعاهدها ومكتبتها وأنشطتها النموزجية للتنمية الريفية وجبانتها المسماة (إن إلى ربك الرجعى)، فالحفل الذي تغنى فيه صالون الإبداع التابع لهيئة شوؤن الأنصار أمه حضور كبير من الأنصار وأحباب الإمام وأعضاء من حزب الأمة وشارك فيه أعضاء من السلك الدبلوماسي ولفيف من كوادر احزاب المعارضة أبرزهم الأستاذ فاروق أبو عيسى رئيس هيئة تحالف قوي الإجماع المعارض، فقد تعالت الهتافات بالتهليل والتكبير والتحميد إبان حديث الإمام والأستاذ عبد المحمود أبو أمين عام هيئة شوؤن الأنصار، وشهد الحفل حضور مساعد رئيس الجمهورية عبد الرحمن الصادق يجلس إلى جوار شقيقه بشرى، كما أن الدكتورة مريم الصادق التي عادت من لندن تلقت التهاني بسلامة العودة، والتهاني بميلاد والدها. كان حديث المهدي الذي تلاه من كتيب مرتب الأمس وقفة مع الذات لعام مضى وعام آت فيه معلومات ثرة وقال: نعمل لمحاصرة الاختلاف مع دولة الجنوب، وحصر السيادة المستقلة للبلدين في إطارها السياسي، وأن نجعل وجه الشعب متجه نحو الجنوب مختلف عن وجه الحكومة ذات السياسات الطاردة، وتابع: عاب علينا بعض الناس قلة الحماسة للإطاحة بالنظام لكننا ملتزمون بالعمل على إقامة نظام جديد بالاقتداء بما حدث في جنوب أفريقيا عام 1992 أوفى حالة عناد الحزب الحاكم الانتفاضة بأساليب مدنية تتجنب العنف والاستنصار بالأجنبي، ويتم ذلك بالاتفاق القومي على هيكل وسياسات النظام الجديد. وأضاف: اقترحت ميثاق يوفق بين التأصيل والتحديث للقوى السياسية قبل الانتخابات، ولم يجد المقترح أذن صاغية وانصرفت القوى السياسية لخوض الانتخابات قبل الاتفاق على الدستور، وجاءت كل مفردات العمل العام خلافية أنتجت استقطاباً حاداً ورأى أن الربيع العربي كسر حاجز الخوف للشعوب، ولكنه يعاني من عدم الثقه، وأوضح أنه سيكون آلية عالية المستوى للمناصحة للقيادة المصرية التي هنأها بإجراء استفتاء آمن على الدستور. وقال: إنه تحدث في مؤتمر بأمريكا بدعوة من نادي مدريد عن الديمقراطية الغربية اللبرالية بأنها ناقصة ويجب أن تصحبها ديمقراطية اقتصادية وبيئية تعنى بسلامة البيئة وديمقراطية ثقافية تحترم التنوع الثقافي، وأضاف: التجربة الغربية ضرورية، ولكن ليس كافية، ومضى يقول: سياسة العري السائده في الإعلام تمثل تحرشاً جنسياً، وتشجع على الجرائم الجنسية كالاغتصاب، وإن الشكوى من ممارسة الإرهاب تركز على معالجة الأعراض لا الأسباب، وهي تنشأ عن مظالم معينة. وقال: إن بعض ما سماهم المنكفئين يرمونه بالانجياز للغرب، لكنهم في كل مفردات حياتهم يحرصون على منتجات الحضارة الغربية وتابع: لا أشقى بظلم المنكفئين وحدهم، بل بظلم آخرين، لقد تأملت خلافات من اختلفوا معي ووجدتهم في كل حالة كانوا لي ظالمين، ولم أظلم منهم أحد بعضهم، بعد أن أشبعني سباً جاء واعتذر، ولكن آخرين ما زالوا يكابرون. وأردف: كنت ولا زلت أكثر الناس عرضة لإغراءات سلاطين الطغيان، ولكنني لم أمنح نظمهم شرعية. وقال: إنه طور قواعد العمل العام بصورة مؤسسية، ولكن ما وصفهم بالمخالفون في كل حاجة في حزبه فارقوا المؤسسية، وغرقوا في الأهواء الشخصية والأطماع الذاتية وصار بعضهم افتقاراً للحجه يرميه تارة بالشيخوخة وتارة بالدكتاتورية، وهم يعلمون حرصه على القرار الجماعي المؤسس على التراضي، لكنه أقر بأن سنه تقدمت بيد أنه قضى 80% من أعوامه في الأسر والحرمان مع ذلك عطاءه يزيد في المجالات المختلفة، ووعد بتدشين كتابه (أيها الجيل) في مهرجان شبابي ضخم بمركز راشد دياب.