مرة أخرى يبتسم القدر ساخراً قاهراً للجمال، ولعله قدر الله الذي إن شاء فعل ...عله القدر مكتوب علينا أن يفارقنا من يجمعنا في زمن الشتات والتمزق واليأس.. لقد إجتمع الآف من أبناء الوطن شمالين وجنوبين في 2005 في الساحة الخضراء ترحيباً بإجتماع النصف الجنوبي للسودان مع النصف الشمالي إستبشاراً بوقف نزيف الدماء بين أبناء الوطن الواحد فخرجوا الوفا يحدوهم الأمل بالسلام والوئام حتى يكتمل البلد وتلتئم جراحة النازفة وما كانت أيام معدودة إلا وإنطفاء نور الأمل و رمز الوحدة ، د: جون قرنق وبعده حدث ما خاف الجميع من حدوثة.. فتمزقت أوصال الشمال والجنوب وأصبحت تداعيته تكبر كل يوم وتتسع بركة الدماء ...وللمرة الثانية يفاجؤنا القدر بموت محمود عبدالعزيز الفنان الذي بعث الأمال في نفوس الشباب ليضيء لهم دروب العتمة التي خلفتها نوائب الدهر المر وعاشوا لحظاتهم بين صوته الذي دخل منه نور التفاؤل والفرح.. عندما يتخلل الحزن داخل خلجات نفوسهم التي تبحث عن ما يسلي خاطرها المكسور.. موت محمود عبدالعزيز كسر بخاطر الكثيرين من الذين كان ياويهم محمود من ماله الخاص، بصمت جميل يماثل جمال صوته الذي حباه الله به كما حبا به سيدنا داؤود من قبل .