الحمد لله على نعم الله على عباده ومنها المرض وهو ابتلاء عظيم وأجره كثير والصبر عليه عظيم والمثل يقول من يرى مصيبة غيره تهون عليه مصيبته .. نعم اضطرتني ظروف مرض السكري للحضور للخرطوم بحثاً عن العلاج بعد الالتهاب في الرجل خاصة أن أعراض المرض تتطور عند الاطراف والاصابع وقد بدأت رحلة العلاج مع الدكتور العالم والإنسان الرجل الصابر الصبور والمهذب والمتواضع البروف الرشيد أحمد الفكي عبدالله في عيادته بالخرطوم، وأنا هنا لست بصدد الكتابة عن حالتي الشخصية بقدر ما هي عن معاناة وعذاب مرضى السكري الذين يرتادون العيادة يومياً بحثاً عن العلاج وبحثاً عن الغيار حيث المنظر المؤلم للعشرات الذين يحضرون يومياً وهم على كراسي متحركة والبعض أرجلهم مقطوعة وأطرافهم الأخرى تحتاج للعلاج ود. الرشيد يعمل وطاقمه المعاون يومياً من بعد صلاة المغرب وحتى فجر اليوم الثاني دون كلل ولا ملل وبصبر شديد وبأمانة مهنية وعندما تدخل لغرفة الغيار تقابلك الإبتسامة من السسترات الراقيات المهذبات خديجة محمد جبريل وعائشة حماد ادريس حيث يشرفن على الغيار والنظافة ومعالجة الجروح ونظافة الدماء والصديد والاورام مع اختلاف جروح كل مريض وكل ذلك بإبتسامة ورضا ومداعبة للمريض ورفع لروحه وحالته المعنوية والنفسية، ورغم قساوة وسخانة الغيار وآهاتنا وصرخاتنا إلا أنهن ليستحملنا ويخففن من آلامنا ونسبة لظروف العطلة يومي الخميس والجمعة الماضية فقد تم تحويل المرضى المحتاجين للغيار يومياً لمركز جابر ابوالعز بالخرطوم اثنين وهناك وجدنا العجب العجاب ووجدنا تدافع المرضى الذين يحضرون مع آذان الصبح للحجز ولكن وبنفس القدر وجدنا الاهتمام المتعاظم ووجدنا ملائكة من الرحمة تمشي على الارض لتسعد المرضى أطباء وسستر وسسترات يعملون بنفس كفاءة خديجة وعائشة لا تبرم ولا ضيق ولا غضب بل لم نسمع صوتهم وإبتسامتهم لا تفارق محياهم وكم كنت أتمنى أن اعرف اسماؤهم واسمائهن لاشكرهم فرداً فرداً ولكن عفواً اخوان واخوات سستر نجلاء وليجعلكم الله ذخراً لعلاج مرضاه وانا لابد ان اتوجه برسالة للسيد وزير الصحة الاتحادي وللسادة ولاة الولايات وأقول لهم لابد من تدريب كوادر تختص بعلاج مرضى السكري في كل انحاء السودان بدلاً عن توجه كل المرضى للخرطوم، فالظروف المعيشية والإقتصادية لا تسعف الناس بالحضور للخرطوم مع تكاليف المرض الباهظة الثمن، وحيث أصبحت الأدوية الغالية خارج نطاق التأمين الصحي ويكفي أن بعض المرض يحتاجون يومياً لجرعتين من المضاد الحيوي بقيمة ثمانمائة ألف جنيه «بالقديم » عدا الترحيل». شكراً د . الرشيد واعانك الله وشكراً طاقمك المعاون سستر خديجة وسستر عائشة ومحمد المرتضى ومحمد المبارك والنذير ومحمد الخير وأسامة الصديق والشكر لكل أسرة مركز جابر ابوالعز .. وشكري وتقديري لرفيقة العمر زوجتي العزيزة الدكتورة ندى يوسف أرباب التي تحملت كثيراً وصبرت عليّ كثيراً وكانت ملاذاً لي في رحلة العلاج وشكري لأخي سعادة العميد علي الشريف ولابنة خالتي السيدة انتصار عثمان فضل السيد وأبنائهم د. هنو وعمر الذين استضافوني في دارهم العامرة والشكر لاخلاص ونزار ونهى وشكر خاص لفخري وحسين وركشة ونعيمة وأسأل الله الشفاء للجميع.