معلوم بأن جميع الحيوانات تسمع وتفهم ولا ينقصها شيئاً سواء الحديث والرد على ما تسمعه، وذلك بدليل ما تقوم به وتؤديه في ميادين العاب «السيرك» العالمية بعد تدريبها على ماهو مطلوب منها انها أي هذه الحيوانات تدرك وتنفذ كل ما تسمعه من الإنسان، وبالذات القطط «الكدايس» والكلاب ولهذا يقول الناس عندنا أن كدايس بورتسودان تتحدث في بعض الأحيان، ولكن بالواقع فهي لا تنطق ولم تتحدث فقط هي تشير إلى ما تريد بأيدها أو على الأصح بأرجلها الأمامية ثم بأعينها ونظراتها، فيستجيب لها من يفهم مقصدها، ولكن ايضاً كان قد كتب الأخ «رأفت بتيك» عضو فرقة «حلمنتيش» المعروفة كتب ذات مرة عن كديسة ما قد التقت باحد سائقي الشاحنات على طريق بورتسودانالخرطوم حيث كان في طريقه إلى بورتسودان وقد أصيب بشىء من الإرهاق فتوقف على حافة الطريق وطرح فرشته على الأرض وتمدد عليها وعند غفوته شعر بشىء يريد صحوته فأنتبه إليه فإذا هي بقطة بيضاء جميلة تتحدث إليه قائلة له انت بالطبع ذاهب إلى بورتسودان قال نعم فقالت عند وصولك تذهب إلى المطعم الفلاني وتطلب افطارك وعند تناولك له سيأتيك «كديس» أعرج له شنبات يجلس أسفل طاولتك وينظر إليك فارمي له قطعة من طعامك وقول له زوجتك وضعت وجابت ليك «بنت» مبروك عندها سينظر إليك ويذهب وهكذا وصل السائق إلى بورتسودان ونفذ طلب الكديسة وعند فراغه من تناول طعامه وذهب إلى موقع دفع الحساب إذا به يسمع عامل المطعم يقول بصوتٍ عالٍ مخاطباً المتحصل «عندك خالص من الأعرج ابو شنب والمعنى طبعاً هو الكديس» «ابو البنية» وهذا -على حد قول- وقصة الأخ رأفت بتيك وقتها. اما أنا في حكاياتي ايضاً مع القطط والكدايس ومحبتي لها عندما كنت صبياً في مرحلة التعليم الأولى كما كان يسمى فأقدمت على شراء كديسة صغيرة من طفلة «بتعريفة» والتعريفة هذه كانت تساوي خمسة مليمات خلال الخمسينيات من القرن الماضي هذه واحدة. اما الثانية فقد حدثت لي في العام 3991م هنا بالخرطوم لقد كنت وقتها عضواً باللجنة الشعبية لمربع خمسة بإمتداد ناصر وفي ذات يوم وأنا ورفاقي مدعويين لحضور اجتماع سيعقد في السادسة مساء بالساحة الخضراء بدعوة من العميد يوسف عبد الفتاح الذي كان وقتها نائباً لوالي الخرطوم عندها فقد جهزت نفسي للذهاب إليه ولا اكتمكم فقد كان الحال على ما يرام حيث إنني كنت أمتلك عربة خاصة وقد ذهبت، الآن وأصبح التعلق بشماعات المواصلات او السير على الأقدام. المهم دعوني أعود لحكاية الكديسة أدرت عربتي وتحركت وإذا بي وعلى بعد خطوات من المنزل استمع إلى صوت قطة صادر من داخل العربة فتوقفت وفتحت الماكينة فلم أعثر على كديسة بها فادرتها وتحركت، ايضاً جاءني الصوت مرة أخرى قمت بالبحث عنه ايضاً لم أجده عندها عدت أدراجي إلى المنزل تاركاً الذهاب للإجتماع لأنني لا أريد قتل تلك القطة صاحبة الصوت غير المرئي وعند وصولي إلى المنزل وشرح تلك المسألة لابنائي قال أحدهم وهو طفل قال لنأتي بأمها، وبالفعل ذهب وأتى بوالدتها التي بمجرد وصولها أطلقت صوتها «ناو» فردت عليها الإبنة المختفية بالعربة «ناو» تخيلوا أين كانت تلك القطة الصغيرة لقد كانت بداخل دائرة عجل الحديد الأمامي، وهذا ما جعلها لا تظهر صوتاً إلا عند تحرك العربة ودورانه. اما الحكاية الثالثة لي مع القطط فهو هذا الذي يحدث لي في هذه الأيام فيومياً عند ذهابي لصلاة الفجر وعودتي منها تلقيني قطة صغيرة متوسطة العمر باحد الشوارع واقفة أمام أحد المنازل بالحلة وبمجرد وصولي إلى قبالتها تنظر إلىّ وتذهب خلفي فأجد نفسي متحدثة إليها بإعتبار ما بدأت به من أن الحيوان يسمع ويفهم يفكر فاقداً النقط فقط أتحدث إليها وهي تسير خلفي إلى مسافة ثم تقفل راجعة هذا عند ذهابي وعند إيابي تفعل تلك الكديسة نفس الشىء نظرات ثم متابعة لي خطوات وأنا أحادثها طالباً منها الذهاب معي إلى منزلي وأحاول أنا الإمساك بها لأخذها محمولة على يدي ولكنها تأبى وترفض وكل ما أحاول الإقتراب منها تقفل هاربة راجعة لقد احترت في أمرها فهي تريدني وتهرب مني لماذا لست أدري؟؟ لقد استشرت رفيقاً لي في مسألة القطة هذه فقال لي من المؤكد انها وهي تسمعك وتفهمك ، ولكنها لا تريد الذهاب معك بعيداً من موقعها الأساسي الذي قد يكون لها فيه والدتها واخوة لها يحتاجونها وتحتاج إليهم ومن هنا يصبح عليك مواصلة الحديث والتألف مع تلك القطة.