كثرت في الآونة الأخيرة ظاهرة انتشار الخمور البلدية وسط المجتمع بعد الحين والآخر نسمع عن ضبطية جديدة لإدارة أمن المجتمع ، هناك جهود تبذل لحماية المجتمع من براثن الجرائم وحتى تتضافر كافة الجهود، كان لابد لنا من إشراك المنابر الدعوية في هذه الجهود، فالشر يعُم، فالترابط الحقيقي للمجتمع يكمن هنا من خلال الحديث الشريف:«مثل القائم في حدود الله والواقع فيها كمثل قوم إستولوا على سفينة فصار بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها فكان الذين في أسفلها إذا ما استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا: أنا خرقنا في نصيبنا ولم نؤذ من فوقنا فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعاً وأن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعاً». فالإسلام يضع قاعدة للمجتمع تجعل كل فرد فيه يحس بالإحساس الكامل بالمسؤولية «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته» ويفرض على كل مسلم أن يغير المنكر الذي يراه في حدود استطاعته «من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان». وقد بين الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أثر الجليس الصالح وجليس السوء حتى يكون كل فرد على بينة من أمره فلا يصاحب إلا الصديق الصالح «مثل الجليس الصالح وجليس السوء كصاحب المسك ونافخ الكير لا يصيبك من صاحب المسك اما أن تشتريه أو تجد منه ريحاً طيباً .. ونافخ الكير يحرق بدنك أو ثوبك أو تجد منه ريحاً خبيثة.. لذلك يمثل المسجد عاملاً مهماً من عوامل التربية فهو مكان للعبادة والتربية أيضاً وما العبادة إلا جزء من رسالة المسجد، ولذلك فقد كان أول شىء فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن حط رحاله في المدينة أن سأل عن المربد الذي نزلت فيه ناقته قائلاً : لمن المربد؟ فأجابه معاذ بن عفراء : أنه لسهل وسهيل ابني عمرو وهما يتيمان وسيرضيهما ورجا النبي صلى الله عليه وسلم أن يتخذه مسجداً وقبل النبي صلى الله عليه وسلم وأمر أن يبني في هذا المكان مسجده، ومن هذا المسجد وضع النبي المختار صلى الله عليه وسلم أسس دعوته للمساجد أدوار متعاظمة في إصلاح وتوجيه المجتمع صوب الخير والفضيلة. نأمل من إدارة أمن المجتمع تفعيل دور المنابر لمحاربة أم الكبائر والإستعانة بكل الدعاة.. المنتشرين على مساحات ولاية الخرطوم فاليد الواحدة لا تصفق.. نحترم الجانب الروحي بأفراد المجتمع إن صلح يصلح معه المجتمع.. ويصبح نواة صد لجميع المخالفات السالبة. إذاً حزب الإنسان أمرا وضاق عليه فإنه يفزع إلى الصلاة وذلك لأن القلب يستنير بالصلاة، فيستنير الوجه وينشرح الصدر ويجد الإنسان الدنيا أمامه واسعة لا نهاية لها، والصلاة نور في القبر، والقبر ظلمة لا يرى الإنسان شمساً ولا قمراً ولا كهرباء ، فإذا كان الإنسان من المصلين كان قبره نوراً ومن أقام الصلاة أن يصليها الإنسان في جماعة، والجماعة تحتاج لتهيئة المساجد لأداء العبادة بوجهها الصحيح، والاسواق بها مساجد يجب أن تستقل لتوجيه العامة لقضايا المجتمع. من هذه المساحة أدعو الأخ معتمد أم درمان لبذل المزيد من الجهد لمسجد السوق جوار موقف الشنقيطي، فهو يحتاج منكم لرعاية وإهتمام حتى نستطيع إكمال صورة التضافر وتهيئة بيئة العبادة والإصلاح. والله من وراء القصد