إن هذا السودان الشاسع الكبير الذي يشكل قارة بأكملها ، وقد حباه الله سبحانه وتعالى بأراضي زراعية واسعة مروية بمياه بحاره وأنهاره، ومطرية سماوية موسمية تروي تلك الأراضي لتزرع وتنبت من خيراتها الكثيرة التنوع من الثمرات والإستثمارات الزراعية من حبوب غذائية وخضروات وفواكه بستانية. ومن بين هذا وذاك ما نحن بصدده الآن هو ذلك المنتج البستاني المتواجد في ربوع هذا السودان الخير المعطاة ، ذلك ماهو متواجد من أشجار ذلك النبق بأرض الجزيرة، فريدة من نوعها تفرز كميات من ذلك النبق في أحجام كبيرة تشابه حجم الليمون المتوسط، توجد أشجار ذلك النبق وتحديداً بمنطقة «ود الشافعي» التي سبق لي زيارتها ومشاهدة تلك الأشجار التي تنتج ذلك النوع من النبق بذلك الحجم العجيب الذي ذكرت. وقد لاحظت بالآونة الأخيرة انه قد غزى أسواق الخرطوم معروضاً فيها ولم يتعرف عليه إلا القلائل من الناس الذين لهم صلة بارض الجزيرة «مدني» وإن كانوا هم أنفسهم أو بعضهم لم يشاهدوا شجر ذلك النبق المنتج له بتلك الأحجام الكبيرة والغريبة على أحجامه المعروفة لديهم ، ومن هنا يأتي سؤالنا الموجه للجهات المعنية بإستثمارات أرض الجزيرة عن لماذا لم تتم الإستفادة من ذلك النبق الفريد من نوعه المكون لحجمه ومذاقه الذي لا يقل عن حجم وطعم فاكهة «المشمش» المعروفة التي نحن نستوردها الآن وتعرض بأسواقنا ، لماذا لا نعمل على تنمية أشجار النبق العجيبة تلك النابتة بارض الجزيرة ليحصل على كميات كبيرة منه نعرضها بتوسع في اسواقنا والناس يفتخرون بها وبنوعيتها الفريدة تلك مصحوبة بإعلام أو إعلان عنها يوضح بانها من منتجات أرض بلادنا الحبيبة أرض الجزيرة مدني. يا ليتنا نلتفت لهذا من أجل أن تعم الفائدة هذا من جانب ومن جانب آخر يأتي حديثنا حول ذلك التفاح المنتج من جبل مرة ذلك التفاح الذي يأتينا في أحجام صغيرة هي ايضاً لا تتعدى أحجام الليمون بفارق ملحوظ بالرغم من انها أو أن أشجارها قائمة في جبل مرة ذو المياه المنسابة من بين صخوره الطبيعية لتروي الأرض فتنبت وتخضر منتجة لذلك التفاح ذو الحجم الصغير المستمر لأمد من الزمن. ومن هنا يأتي السؤال ايضاً ألم يكن بالإمكان تطوره وتقدمه ليأتي بالحجم الكبير المألوف والمعروف مثل هذا الذي نستورده أليس ذلك بالإمكان، نحن نعتقد أن ذلك ممكناً إذا ما وجد ذلك التفاح العناية اللازمة من الزراعيين بحيث يجدوا له نوعيات من السماد او وسائل لتحسين التربة التي هي قطعاً ستكون قابلة للتحسين الذي يأتي بمنتجات تفاحية على الوجه المطلوب الذي سيضاهي هذه النوعيات المستوردة. ولهذا يجب أن تعمل الجهات المعنية على توفير كل ما من شأنه تكبير حجم وتطوير تفاح جبل مرة وكل المنتجات البستانية. وايضاً لا يفوتنا السؤال عن تلك الفاكهة التي نستوردها الآن ألا وهي «العنب» العنب هذا لماذا لم يتم انتاجه في بلادنا هذه ذات الأرض الطيبة والمياه الوفيرة كما ذكرت سلفاً وهذا معروف ومعلوم لدينا لماذا لا نعمل على إستمرارية هذا العنب في بلدنا هذا وهو الذي قد أثبتت التجارب نجاحه في كل ربوع هذا السودان الزراعي الشهير أن الإهتمام بالزراعة البستانية يجب أن يجد المكان اللائق به في كل المواقع المنتجة للفواكه لكي تغطي احتياجاتنا الداخلية وتعفينا من هذه المستوردات التي تكلفنا الكثير من العملات الصعبة الأجنبية التي نحتاجها بل يجب أن نعمل نحن على تصديرها لتعود علينا بتلك العملات التي تدعم اقتصاد البلاد. ومن هنا يصبح لابد من الإتجاه الفاعل لتطوير كل منتجاتنا الزراعية المعنية وهي القائمة في المجالات البستانية التي في مقدمتها منتجات الفواكه والخضر ومن بينها هذا الذي نحن فيه الآن من أهمية لتطوير وتحسين انتاجيات نبق الجزيرة بود مدني وتفاح جبل مرة.