بالأمس القريب الذي توارى خلف الحياة هبت بمباني السلطنة الزرقاء حرارة الحب التي اشتعلت في مشاعر السيد فضل المولي وزير الشؤون الاجتماعية والدعوة بمدينة سنجة عاصمة الولاية وبعد ذلك فجأة انتقلت وهبت تلك الحرارة العاطفية التي كانت في مشاعر الوزير الانسانية، وبعد ذلك فجأة انتقلت بلهيبها واشتعلت في قلبي السيدين السيد محمد زين النقر والسيد سليمان النور فهذا الثالوث الذي أحس بانبعاث حرارة ذلك الحب الذي غمر وملك وعم أطراف أبدانهم العميقة ذلك الانبعاث الذي جمع كل المشاعر الانسانية نحو مساعدة وإكرام اليتيم المعدم ليزيلوا منه العنت والضيق الذي يعيش فيه وحقيقة لقد أعجيت من ذلك التكريم لليتيم الذي تم ذلك على يد اولئك الذين أخرجوا الزكاة من أموالهم لسد حاجة الفقراء والمساكين، فهؤلاء أصحاب المال لهم رضاء الله والجنة وبكل تأكيد شاهدت ورأيت كلما ترتفع حرارة عواطف الحب فيزداد الوفاء ويكبر في قلوب هؤلاء وترتفع وتزداد انفعالات الرفاء في مشاعر هذا الثالوث حباً وحناناً، وقد حدثت الانفعالات الجياشة في ذلك اليوم الذي احتفل فيه السيد فضل المولى الهجا الوزير الرائع في أخلاقة وسلوكه نحو البسطاء الذين دائما هم في المقدمة لخدمتهم بمدهم بيده الكريمة البيضاء لمساعدتهم وهم في أحرج مواقفهم وهو يقدم العون المادي سراً وعلناً وأن مواقفه الانسانية في وزارته التي يقدم فيها العون الكثير من المساعدات لهؤلاء الغلابة ليس لها حدود لان هذا الوزير عندما استقبلك وجهه يفيض بالطبية والتواضع والوقار والاحتشام وعندما تنظر اليه أو ينظر اليك ترى فيه لطفاً وأدباً جماً لأن العينين تعلم من عيني محدثها ان كان من حزبها او من اعدائها ويعجبك تهذيبه وأدبه وحديثه المهذب مع هؤلاء المعدمين ولذلك تحس به ممزوجاً بالعفة ومقروناً بالفضيلة لأن أخلاقه عالية تؤكد للناظر إليه، إنه معدن أصيل لأن التسامح والذوق الرفيع أصبح له طريق الوقار لأن هذا الوزير قد جمع بين الذكاء والاخلاق وخلط بين الامانه والعفة بدون شك إذا ابتسم فإن بسمته أشبه ببسمة اليتيم الذي كرم بالامس بمباني السلطنة الزرقاء والذي نال تكريمه على يد هؤلاء الثلاثة وهو لايصدق انه نال ذلك التكريم الذي ما كان يتوقعه أو يبحث عنه لأن وزعت في ذلك التكريم عشرة مليارات جنيه (ستون في المائة) من أموال الزكاة و(اربعون في المائة) من أموال المحليات وان هذه العشرة مليارات وزعت لهم ذرة بالجوالات ونقداً، وبعد ذلك نقف وقفة إعجاب من السيد محمد زين النقر لا شك أن الانسانية بصفقها ورقتها ارتسمت بخلجان نفسه وهو على الدوران وبعيد عن أهل الدهاء فتوزيعه لهذه الأموال على هؤلاء اليتامى الذين إمتلأت بهم خيمة الانتظار التي اعدت لهم لتستقبلهم في ذلك اليوم الذي ضماهم بالحب والحنان لأن حب اليتيم يدمث الاخلاق ويلطف الطباع وهو ابو الشفقة وشقيق الحب ولولا الحب في القلوب لأكل الناس بعضهم البعض، وأما السيد سليمان النور نائب أمين ديوان الزكاة بالولاية هو من أبناء هذه الولاية نقل حديثاً من ديوان الزكاة ولاية القضارف الذي يقف دائماً مع الضعفاء الذين لايملكون في هذه الحياة إلا رحمة الله الواسعة ومساعدة السيد سلمان النور لهم، وبعد ذلك تحركنا من وقفه تأمل ترجع بنا للماضي الذي كان يعمل فيه السيد سليمان النور بديوان الزكاة بهذه الولاية قبل أن ينقل الى القضارف التي عاد منها لهذه الولاية مرة ثانية فنعود من تلك الوقفة التي أكدت أنه دائماً يقف مع الفقراء والمساكين والمعدمين واليتامى وحقيقة قد وصلنا بتفكيرنا وتأملنا من الماضي أن السيد /سليمان النور تسلط عليه دائماً معرفة الواجب الذي ينسيه حاجة نفسه الضرورية وقد توصلنا أيضاً انه لا يطلب البقاء في هذه الحياة لنفسه بل يجب أن يعيش للواجب ليقوم به ليصلح به حال الآخرين وبكل تأكيد تتجلى المرؤة وصدق اللهجة حول شفتيه والصدق والأمانة بين نظرة عينية وتأكد لنا ليس في هذه الدنيا أكبر وأصدق نفساً وأجمل خلقاً وأدبا وعفة وفضيلة من السيد سليمان النور الذي يكرم بأخلاقه وسلوكه الإنساني النمل في الارض والطير في الخلاء وإحقاقاً للحق أعجبت وسررت بهذا العيد الذي كرم فيه اليتيم وأم اليتيم بصورة تفرح الصدور ورغم ذلك نريد من هؤلاء الأمناء المزيد من المجهودات الإنسانية حتى الذين يخرجون أموالهم للزكاة يجدون الأجر الكبير في حياتهم ومماتهم .